لقد شكَّلت بداية سنة 2021 فأل خير على الأشقَّاء الخليجيين، فبعد أزمة امتدت لزمن ليس بالقصير، أزمة شلّت البيت الداخلي لِمجلس التعاون الخليجي، ليُعلن اليوم وزير الخارجية الكويتي في بضع دقائق نهاية الأزمة الخَليجية، وفي هذا السّياق أشاد قادة بلدان الخليج بالدّور الجَوهري والمجهود الديبلوماسي الكبير الذي لعبته دولة الكويت في رأب الصّدع بين الإخوة الخليجيين ، فأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح كان يَحُث على حلحلة هذه الأزمة، كما أنه لا يُمكن كذلك نسيان الدور المِحوري عربيا المَبنى على الحياد الذي لعبته الديبلوماسية المغربية يقيادة الملك محمد السادس ، فالمملكة المغربية كانت دائما تَدعوا للحوار والجلوس لطاولة الحوار بين الأشقاء الخليجيين، فهذا الحياد المغربي الإيجاب يظهر جليا من خلال تَتَبّعنا لِلْمسار الكرونولوجي للأزمة الخليجية ؛ فأول بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية حول هذه الأزمة قد صدر في الحادي عشر من شهر يونيو من سنة 2017 أيْ بعد أسبوع تقريبا من إعلان كل من المملكة العربية السعودية، الإمارات، البحرين ومصر قَطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر وإغلاق الأجواء البرية والبحرية والجوية معَها، لِيتلوها بعد ذلك وبالضبط خلال شهر رمضان إعلان المغرب إرسال مواد غذائية إلى دولة قطر بحيث أكّد بلاغ وزارة الخارجية يوم 12 يونيو بأن هذه المُبادرة المغربية هي ذات طابع إنساني ولا علاقة لها لا من قريب ولا بعيد بالجوانب السياسية للأزمة الخليجية، فالمغرب يتعامل وفق نفس المسافة وفي حياد تام بين جميع الإخوة الخليجيين ، حياد بمعناها الإيجابي، وساطة لحل الأزمة، وهذا ما أكدته زيارات وزير الخارجية إلى الدول الخليجية خلال تلك الفترة حاملًا رسالة ملكية شفوية تدعوا كافة الفُرقاء للحوار، هذا دون نسيان الزيارتين الملكيتين لكل من دولة الإمارات في 8 نونبر من سنة 2017 بمناسبة افتتاح متحف "اللوفر"، و 15 نونبر من نفس السنة بقطر. مما لاشك فيه كل المؤشرات تُؤكد على قُرب انتهاء أزمة الإخوة الخليجيين وانطلاقا من تصريح وزير الخارجية الكويتي يتّضح بأن لقاء قمة "العلا"بالمملكة العربية السعودية سَيَشهد تطورات إستراتيجية مهمة بالنسبة لدول الخليج العربي، إذ من المُحتمل أن يَشمل آليات ترسيم العلاقات بين كافّة الإخوة الخليجيين وتجاوز كل الخلافات عبر إعلان الدّورة الواحد والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، سيكون عنوانه بالبُند العريض "إستئناف العلاقات بين الإخوة الخليجيين من جديد." إن قوة مجلس التعاون الخليجي وعَودة لُحمته هي مسألة أساسية وجوهرية يَأْملها كل العرب من المحيط إلى الخليج، مع الدور الإستراتيجي المِحوري الذي تلعبه دول عربية أخرى أهمها المملكة المغربية ودولة مصر الشَقيقة والمملكة الأردنية الهاشِمية، كُلها مُؤشرات إيجابية تُعزز بدأ تجاوز الشّتات و الفُرقة للتفكير في تعاون خليجي_عربي، وهذا ما كانت تُناشده المملكة المغربية منذ سنوات ، إتحاد وقُطب عربي قوي إقتصاديا، مَتِين جيو_استراتيجيا آملين إلى أن نَصِل كذلك في شمال إفريقيا إلى مجلس أعلى للمغرب الكبير يُشكل إتحادا مغاربيا قويا في شَتّى المجالات والقطاعات، فذلك حلم يُراود أزيد من مئة مليون نسمة بالمنطقة المَغاربية. إنَّ مِحْورية المملكة المغربية أكّد عليه نص البيان الختامي الصادر اليوم مُبرزاً أهمية الشراكة الإستراتيجية بين مجلس التعاون والمملكة المغربية، أما بخصوص قضية الصحراء المغربية فقد جدّدت بلدان الخليج العربي تأكيدَها على موقفها الثابت المُتجلّي في دعم سِيادة المغرب ووحدة أراضيه، كما ثَمّن نص البلاغ وعبَّر عنْ تَأييده للطّريقة السّلمية التي فتحت خلالها المملكة المغربية معبر الكٓركٓرات لإِرساء حرّية التّنقل المَدَني والتّجَارِي. * رضوان جخا ناشط شبابي بالمغرب ،رئيس مجلس شباب ورزازات، باحث في العلوم الإجتماعية والسياسية