ظهرت الجائحة الوبائية كورونا فيروس المستجد، شهر دجنبر 2019، وتظافرت الجهود الدولية من أجل وقف انتشارها بالتدابير الاحترازية وفرض حالة الطوارئ الصحية بالمجتمعات الدولية، وتكثيف العمل العلمي والتجارب المخبرية والسريرية من أجل التوصل الى اللقاح الخاص بوقف انتشار العدوى منها في دجنبر 2020 . المغرب والتعبئة العامة ضد الجائحة : مشكل المجموعة الدولية أن الجائحة الوبائية كرونا فيروس ليس بالمرض الذي يتوفر له العلاج، بل أتي في غفلة من المجتمع الدولي، وغياب معرفي من أسباب ظهوره، وكيفية التعامل معه، ومن أين تكون البداية من إمكانية علاجه، لذلك لجأت البلدان الى التدابير الوقائية لحصر الوباء أولا، ثم الامكانيات العلاجية لوقف مضاعفات الاعراض ثانيا، على أمل التوصل الى لقاح عام من الوباء . والمغرب من السنة الوبائية، اصطدم بجائحة الجفاف الطبيعي أولا، وجائحة الوباء ثانيا، وهذا يعني أن البلد دخل في معاناة مناخية صعبة من الجفاف، ومعاناة وبائية من جائحة الفيروس المستجد كوفيد 19، وتجاوزت الحالة جهود الحكومة، والتي القت بالثقل الاجتماعي على جهود جلالة الملك . المجهودات الملكية لمواجهة الجائحة : انطلقت الجهود الملكية أولا، حين ترأس جلالة الملك مع مطلع سنة 2020 جلسة عمل جلسة عمل خصصت لوضعية المواطنين المغاربة الموجودين بإقليم ووهان الصيني، الذي وضعته السلطات الصينية تحت الحجر الصحي، بسبب فيروس كورونا . وأعطى جلالة الملك تعليماته السامية لإعادة المائة مواطن مغربي، من هذا الاقليم الى أرض الوطن، الذين يشكل الطلبة أغلبيتهم . كما أمر صاحب الجلالة بأن يتم اتخاذ التدابير اللازمة على مستوى وسائل النقل الجوي، والمطارات الملائمة والبنيات التحتية الصحية الخاصة للاستقبال . وحين عودتهم وضعوا من مدينة مكناس رهن العزل الطبي للتأكد من سلامتهم الصحية، وعدم نقل أي عدوى وبائية من مكان الاقامة الى البلد . ومن جهود ثانية، حين أعلن عن ظهور أول حالة وافدة الى البلد في شهر مارس 2020 ، أعلنت حالة الطوارئ الصحية في البلد، وأعطى جلالته تعليماته السامية للحكومة قصد الاحداث الفوري لصندوق خاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا، وتوفير اعتمادات مالية للصندوق بمبالغ أولوية من عشرة ملايير درهم، للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء فيما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات والوسائل التي يتعين اقتناؤها بكل استعجال، وأيضا لدعم الاقتصاد الوطني، من خلال مجموعة من التدابير، لاسيما فيما يخص مواكبة القطاعات الأكثر تأثرا بفعل انتشار فيروس كورونا، كالسياحة وكذا في مجال الحفاظ على مناصب الشغل والتخفيف من التداعيات الاجتماعية لهذه الأزمة " . كما أعطى جلالته تعليماته السامية، بتكليف الطب العسكري بشكل مشترك مع نظيره المدني بالمهمة الحساسة لمكافحة وباء كوفيد 19 . وأمام ثقل المسؤولية الاجتماعية، من الوجهة المناخية، والوبائية، والاقتصادية، تأثرت صحة جلالة الملك مما استدعى إخضاع صحته لإجراء عملية على القلب لإزالة اضطراب طارئ على قلب جلالته، يوم 14 يونيو 2020، ورغم خضوع جلالة الملك للعملية الجراحية، فإن ذلك لم يثن من الجهود الملكية، في مواصلة العمل والسهر على المتابعة الصحية للمجتمع من وباء كرونا فيروس المستجد . وخلال ترؤس جلالة الملك لأشغال المجالس الوزارية، كان جلالته يسأل وزير الصحة حول تطور الوضعية الوبائية، خاصة بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي، فيما كان السيد الوزير يبلغ جلالته أن الحالة الوبائية مستقرة ومتحكم فيها، وأن أغلب الأطر الصحية على درجة يقظة مرتفعة، وأن اللجنة العلمية الوطنية تواكب تطور هذا الوباء، وتقوم بإخراج وصفات وبروتوكولات العلاج اللازمة . وبخصوص جهود جلالته من الوجهة الدولية، للبحث عن حل لرفع الآفة الوبائية عن المجتمع، أجرى جلالة الملك محمد السادس مكالمة هاتفية حول هذا الموضوع مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، بحث خلالها الشراكة بين البلدين في مجال محاربة كوفيد 19.من خلال التعاون العملي بين المملكة المغربية، وجمهورية الصين الشعبية، في إطار جهود مكافحة جائحة (كوفيد 19) . وخلال ترؤس جلالة الملك لأشغال المجلس الوزاري حول التوجهات العامة لمشروع قانون المالية لسنة 2021، استفسر جلالته وزير الصحة حول التقدم الذي وصل اليه اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 الذي تطوره الصين بالنسبة للمغرب . وكانت إجابة السيد وزير الصحة بأن هناك اتصالا مستمرا مع الشركات والحكومة الصينية، التي أبانت عن إرادة حسنة في هذا الشأن، مبرزا بأن الامور تسير في الاتجاه الصحيح . وفي إطار تتبع جلالة الملك لتطور الجائحة والتدابير المتخذة لمكافحة انتشارها وحماية حياة وصحة المواطنين، ترأس جلالته جلسة عمل خصصت لاستراتيجية التلقيح ضد فيروس كوفيد 19 . بناء على الرأي الصادر عن اللجنة الوطنية العلمية ذات الصلة، والذي يشير إلى أن حملة التلقيح تشكل ردا حقيقيا من أجل وضع حد للمرحلة الحادة من الجائحة، ووفاء للمقاربة الملكية الاستباقية المعتمدة منذ ظهور هذا الفيروس، أعطى جلالته توجيهاته السامية من أجل إطلاق عملية مكثفة للتلقيح ضد فيروس كوفيد19 . كما أعطي توجيهاته للسلطات المختصة للسهر على الاعداد والسير الجيدين لهذه العملية الوطنية واسعة النطاق . وخلال جلسة العمل هاته، دعا جلالته الى تعبئة جميع المصالح والوزارات المعنية، ولاسيما العاملين بقطاع الصحة، والادارة الترابية والقوات الامنية، وكذا الدعم الضروري للقوات المسلحة الملكية، وفقا للمهام المنوطة بها من طرف صاحب الجلالة القائد الاعلى ورئيس اركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، في إطار محاربة كوفيد-19 . وبعد أن مر اللقاح من التجارب السريرية، وحظي بموافقة اللجنة العلمية الوطنية، أصدر العاهل الكريم تعليماته السامية للحكومة قصد اعتماد مجانية التلقيح ضد وباء كوفيد 19 لفائدة جميع المغاربة . وكانت الجهود الملكية المبذولة طيلة السنة من ظهور الوباء، الحدث الأكثر أهمية في الحياة الاجتماعية المغربية، والتي لامست حمايتهم الصحية من الوباء العالمي، الذي واجهته المجموعة الدولية بوحدة الصف من التدابير الوقائية الأساسية المعمول بها دوليا، الى أن تم التوصل الى اللقاحات المناعية التي تسعى منظمة الصحة العالمية من خلالها الى إنهاء حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها بلدان العالم من خلال تفشي الوباء الجائحة كوفيد 19، من سنة 2020 . وختاما فإن الاشراف السامي لجلالة الملك محمد السادس على متابعة الحالة الوبائية ومنهجية التعامل بحدس اجتماعي مع الظرفية الوبائية من الجائحة كوفيد 19 من مطلع سنة 2020 الى نهاية السنة باعتماد مجانية التلقيح لفائدة جميع المغاربة، قد اثلجت جهود جلالته في هذا الباب صدر الجميع حكومة وشعبا، وضمدت بالرأفة الحالة الاجتماعية، التي التزمت بكافة التدابير المتخذة على مختلف الأصعدة لحصر الوباء عند حدوده الدنيوية الى حين التعافي من انتشاره والخلاص النهائي من آثاره الاجتماعية .