كشفت معطيات توصلت بها جريدة "العمق"، أنه خلال الأيام الماضية، نقلت ميلشيات البوليساريو معدات من منطقة تيفارتي نحو منطقة الحوزة، ومنعت قوات المينورسو من القيام بعملها في المنطقة منذ أن أعلنت الجبهة الانفصالية عن إسقاط اتفاق وقف تبادل النار. وتشير المعطيات ذاتها، إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تطورات مهمة على الميدان، إذ من غير المستبعد أن تعرف الخطوات الميدانية والعملياتية تطورات متواترة قد تسفر عن تغيير جدري على مستوى المواقع الميدانية بالمنطقة العازلة لصالح المغرب، ويتزامن هذا مع التعزيزات العسكرية التي بدأ فيها المغرب على طول الجدار الأمني. معطيات أخرى تفيد أن القوات المسلحة الملكية ما زالت في مواقع الدفاع ولم تمر بعد إلى مرحلة الهجوم، كما أن القوات المسلحة الملكية لم تحرك بعد أي قطعة من قطع سلاح الجو الذي من شأنه أن يحسم الوضع في ظرف وجيز، خاصة أن جميع المواقع التي تعسكر بها ميليشات البوليساريو محددة ومضبوطة بشكل دقيق بفضل منظومة المراقبة المتطورة التي يتوفر عليها المغرب. وتشير توقعات المراقبين إلى أن المغرب قد يقدم على عمليات عسكرية شاملة من شأنها أن تمهد الطريق نحو تطويق المنطقة العازلة برمتها واستعادتها كما تمت استعادة معبر الكركرات، وهو ما يعني إجبار البوليساريو على العودة إلى مخيمات تيندوف على الأراضي الجزائرية. وتأتي هذه التطورات في ظل الأوامر الصارمة التي تلقتها القوات المسلحة الملكية المغربية للتعامل بصرامة وحزم للتصدي لأي تحرك كيفما كان في المنطقة العازلة. وفي هذا السياق سبق للمسؤول الأمني السابق فى البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أن كتب في تدوينة له على صفحته في الفايس بوك، أنه إذا كان غلق طريق الكركرات قد أعطى للمغرب مشروعية مد الحزام الدفاعي إلى الحدود الموريتانية، فقد يؤدي استمرار قصف نقاط في الحزام الدفاعي المغربي إلى أن يقوم المغرب بخطوة مشابهة ويستكمل الحزام الدفاعي في قطاع بير لحلو ليصل إلى الحدود الجزائرية الموريتانية، وتبقى البوليساريو محصورة داخل التراب الجزائري. وأوضح سلمى أن البوليساريو عليها أن تسلم بالواقع الجديد، ولن يفيدها الشحن العاطفي للصحراويين، ولا ضربات هنا وهناك، مشيرا إلى أن هذه الضربات ستضرها أكثر ما ضرها قطع طريق الكركرات. وأكد أن البوليساريو أعطت للمغرب الشرعية في ضم كل منطقة الكركرات وراء الحزام الدفاعي بسبب سوء تقديرها. وأضاف أن المغرب تحمل الخسارة لمدة ثلاث اسابيع لكسب مشروعية التدخل لضم منطقة الكركرات خلف الحزام. وارتباطا بهذه التطورات قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدث ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين، إن بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء "المينورسو"، تلقت تقارير من المغرب وجبهة "البوليساريو" تفيد بوقوع قصف ليلي في مناطق متفرقة على طول الجدار الأمني. وأضاف دوجاريك، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، أن بعثة المينورسو، تواصل حث الأطرف على ضبط النفس واتخاذ كافة الخطوات اللازمة لنزع فتيل التوتر بالمنطقة، كما تواصل مراقبة الوضع عن كثب. وجدد الملك محمد السادس، التأكيد خلال اتصال هاتفي أجراه أمس الاثنين مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على تشبث المغرب الراسخ بوقف إطلاق النار. وشدد الملك على أنه "بالحزم ذاته، تظل المملكة عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها". وأوضح الديوان الملكي، أنه خلال هذا الاتصال، أكد الملك أنه على إثر فشل كافة المحاولات المحمودة للأمين العام، تحملت المملكة المغربية مسؤولياتها في إطار حقها المشروع تماما. وأبرز أن المملكة المغربية ستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية بهدف فرض النظام وضمان حركة تنقل آمنة وانسيابية للأشخاص والبضائع في هذه المنطقة الواقعة على الحدود بين المملكة والجمهورية الإسلامية الموريتانية. ومنذ أن طهرت القوات المسلحة الملكية معبر الكركرات وأمنته بشكل كامل وأعادت الوضع إلى طبيعته، أعلنت الجبهة الانفصالية عن إسقاط اتفاق وقف إطلاق النار وشرعت ميلشيات البوليساريو في شن ضربات متفرقة حيث شنت هجمات على مواقع بالجدار الأمني، دفع القوات المسلحة الملكية إلى الرد عليها بحزم وصرامة.