ما زالت أزمة الماء الصالح للشرب تتمدد بقرى ومداشر إقليمتاونات، وتنذر بمزيد من الرفض المجتمعي التوّاق لتفعيل مشاريع ربط القرى الجبلية بمياه السدود، ومياه السقايات المحاذية لدواوير جبلية أخرى. أزمة الماء أرخت بظلالها على دوار "الكورنة" بقبيلة بني كزين التابعة لجماعة فناسة باب الحيط، حيث معاناة المواطنين تتفاقم يوما بعد يوم، في ظل بحثهم المستمر عن قطرة ماء تروي ضمأهم، وتشبع حاجتهم الملحة لهذه المادة الحيوية في عز فصل الشتاء. مواطن من الدوار أوضح أن الساكنة تعاني كثيرا، لدرجة يضطر معها الفرد لانتظار ساعات طويلة للتزود بالماء الصالح للشرب، وتزداد المعاناة مع اضطرار النساء لركوب الحمير، والتوجه صوب نبع مائي بحثا عن قطرة ماء تشبع حاجتهن. من جهته، اعتبر مصدر مسؤول بجماعة فناسة باب الحيط، في اتصال مع جريدة "العمق"، أن معاناة المواطنين مع الماء الشروب في حاجة لحل جذري، وتدخل حقيقي من طرف السلطات الإقليمية، لأن الحلول التي اشتغلت عليها الجماعة، في حدود إمكانياتها، لم تعد كافية بالنظر إلى توالي سنوات الجفاف، وندرة الماء في البئر الذي جرى حفره بالدوار، حيث لا تغطي حقينته احتياجات كافة المواطنين بالقرية. ونبه المصدر إلى أن مشروع ربط المنطقة بالماء الشروب، في إطار استغلال مياه سد أسفالو المحاذي لدائرة طهر السوق، يظل حلّا عمليا لتخليص المنطقة من شبح العطش، شأنه في ذلك شأن استغلال مياه سد الوحدة، وسد بوهودة، وسد ادريس الأول، وهي كلها سدود تقع بتراب عمالة تاونات، والانكباب عليها من شأنه أن ينهي أزمة الماء بإقليمتاونات كليا. في سياق متصل، يتساءل عدد من المواطنين بدواوير عين عبدون والزيامة والطرقية بجماعة بني وليد حول أسباب "البلوكاج" الذي منع ربط دواويرهم بالماء الصالح للشرب، انطلاقا من السقايات المتواجدة بالقرية، خصوصا وأن البنية التحتية، يؤكد مواطن من دوار عبن عبدون، تسعف في مد شبكة الربط المباشر بالماء الشروب.