اعتبر ئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله ابن كيران، أن التوضيح الذي قدمه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون عبر قناة الجزيرة، اليوم السبت، بخصوص الاحتجاجات العارمة ضده في العالم الإسلامية، غير كافية، داعيا إياه إلى تقديم اعتذار والاعتدال في مواقفه. وقال ابن كيران في حوار مع قناة "الجزيرة مباشر"، إن "ماكرون أخطأ وطالبناه بالاعتذار والاعتدال، ولو أن يقول اعتذر عن سوء الفهم الذي وقع عند المسلمين من كلامه، وما لم يقول ذلك فنحن نسير في اتجاه آخر"، وفق تعبيره. وأضاف ابن كيران: "اليوم خرج ماكرون بكلام يحاول من خلاله أن يصحح هذا الموقف عبر إعلانه عدم تبنيه لهذه الرسوم المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، كان عليه على الأقل أن يعتذر عن سوء الفهم الذي وقع من طرف المسلمين لكلامه لأن هذا الفهم كان فهما عاما". وأشار المتحدث إلى أن "ماكرون وقع في خطأ، إن لم يكن قد قصد ذلك، فهمه المسلمون على أنه تبني للرسوم المسيئة من طرف الدولة الفرنسية، وهذا لم يقبلوه ولن يقبلوه في أي يوم من الأيام". وتابع قوله: "المسلمون لا يسمحون بتصوير الرسول ولو بطريقة التمجيد، فلن تجد في أي بيت من بيوت المسلمين صورة للرسول صلى الله عليه وسلم، فأحرى أن تكون الصورة توحي لأشياء تسيء إلى شخصه الكريم"، حسب قوله. وشدد على أنه "من حق ماكرون أن يدافع عن الحرية في بلده، لكن إذا تبنى هذا الموقف رسميا وكان يدخل في إطار الإساءة إلى رسول الله، وهو ما نفاه عن نفسه اليوم، فلا يمكنه أن يؤاخذ المسلمين أن يحتجوا عليه". ومضى قائلا: "هناك ناس في كل مرة يتكئون على عمل فردي كما وقع في فرنسا، أو جماعي كما وقع في نيجيريا من قبل جماعة بوكو حرام أو مل يقع من طرف داعش أو أي مجموعة تتبنى الإرهاب كأسلوب للعمل". وفي هذا السياق، اعتبر ابن كيران أن "الإرهاب صناعة غربية لم يكن لها وجود في ثقافتها وتاريخنا الإسلامي"، مضيفا: "لا بد أن تجد شخصا إرهابيا أو متطرفا أو لا يفقه الإسلام، لكن لا يمكن تحميل سلوكه لعموم المسلمين وهذه الأمة العظيمة التي أثرت في تاريخ البشرية والحضارة الغربية، فهذا يعتبر إغراضا". وأردف بالقول: "لما كانت هناك مؤسسات مثل "أكسيون ديريك" في فرنسا و"بدر بينهوم" في ألمانيا و"الألوية الحمراء" في إيطاليا و"الجيش الأحمر" في اليابان وغيرها، لم نقل في يوم من الأيام أن ما قامت به تلك الجماعات مسؤولة عنها الديانة المسيحية أو المسيحيون أو الدولة الفرنسية، بل كنا نرد هذه الأعمال إلى أصحابها" وتساءل بالقول: "ما نريد أن نفهمه اليوم هو أن يقول لنا ماكرون بالضبط ما هي مشكلته مع الإسلام؟ ولماذا قال إن الإسلام لديه مشكل في كل أنحاء الأرض؟ ليقُل لنا هذا المشكل الذي يوجد عند الإسلام في المغرب والجزائر وتونس مثلا".