ظهر فيروس كورونا في بلاد الصين، وأثار ضجة إعلامية عرفت من التهويل ما لم يبلغه ظهور مرض آخر، ولعل السبب راجع لما يحكى لنا في الإعلام، أن الفيروس جديد ولم يسبق أن أصاب أحد من الأفراد. بيد أن الناظر في حدثنا هذا، لا يتردد في تصنيفه ضمن القضايا التي سبقته ومشابهة له، لاسيما الضجة التي أثيرت بخصوص فيروسات أخرى مثل: جنون البقر وأنفلونزا الخنازير والطيور وغيرها. كما نعلم جميعا، إن الهالة الاعلامية التي صاحبت ظهور تلك الأمراض والفيروسات المسببة لها، قد شابها من الأمور ما يتشابه بحدثنا اليوم المتعلق ب كورونا، لكن ما يحير العاقل هو طريقة اختفاء هذه الفيروسات في صمت دون معرفة الأسباب ولا موقف الأطباء، بل حتى الإعلام الذي خوف الناس لم يلتفت للأمر بعد ذلك. لذا، إن الاستمرار في التعامل مع مثل هذه القضايا بنفس العقلية من قبلنا، وأيضا التفاعل معها بأخذها محمل الجد، يجعلنا ألعوبة في أيادي مجهولة، تتلذذ بظلمنا بقدر لا يقل عن ظلمها للفيروسات البريئة. بدون شك، إن احتمال ظهور هذه الفيروسات دون تدخل يد الإنسان الظالم الجاهل أمر وارد، ولكن مؤشرات كثيرة توحي بوجود تدخل ما، وإن لم يكن بالشكل الذي يتوهم عند كثير من الأطراف، فإن هذه الحملة الإعلامية بمثابة تدخل بشكل غير مباشر، حيث جعلوا من الحبة قبة كما يقال، ذلك أن مجموعة من الخبراء يؤكدون ضآلة عدد الذين وافتهم المنية بسبب فيروس كورونا خلال هذه الفترة مقارنة مع أمراض أخرى، ويضرب المثل بنزلة البرد التي حصدت أضعاف مضاعفة مما حصد هذا الفيروس وغيرها من الأمراض. وعليه، فإن الوقت حان للاجتهاد أكثر، حتى يتحصل لدينا مختبرات متطورة وباحثين متميزين في اختصاصات دقيقة، ذلك لنتمكن من التحرر وعدم الارتكان مع الإمعة، بل قل لتكون لنا كلمتنا في أمور سيطر عليها الأجانب، وجعلوا منا أضحوكة الزمان مع تلاعبهم بالمعلومات متى شاؤوا وكيف أرادوا، لا يملك الواحد منا إلا الترقب وانتظار الآخرين. في الختام، إن اتخاذ الاحتياطات واجب، لكن التأثر بما ينشر من المعلومات لا يجب أن يتجاوز الحد المسموح شرعا وعقلا، ذلك أن الخطر الذي يهدد البشرية اليوم لا يحمله فيروس كورونا المظلوم والبريء، بل ما يعكر الحياة ويجعلها في غاية الخطورة هو الإنسان الظلوم، الذي يريد التسلط على جميع الرقاب بشتى الوسائل، وإن تعلق الأمر بالكذب ونشر الإشاعات، أما الأوبئة التي يحدثوننا عنها لا تعدو أن تكون من الأوبئة التي خيمت على أخلاقهم، فأمسوا لا يفرقون بين الخير والشر إلا من جهة تحقيق مصالحهم الضيقة باتباع خطوات الشيطان. اللهم احفظنا من كل شر ولا تكل أمرنا إلى الإنسان الظالم الجهول. اللهم ارزقنا منطقا به نتحرر ولا نكون من الإمعة. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة