تسببت الأمطار الرعدية التي هطلت طيلة الأسبوع الماضي بإقليم تنغير في انهيار الطريق الجهوية رقم 704 الرابطة بين بومالن دادس وامسمرير ليلة أمس الأحد، مما أدى إلى حصار أربع جماعات وعزلتها بشكل تام عن محيطها بسبب عدم وجود طريق أخرى، فيما مازالت مصالح وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك لم تحرك ساكنا إلى حدود كتابة هذه الأسطر. والطريق الجهوية 704 التي سبق لها الانهيار عدة مرات، تعد الطريق الوحيدة التي تؤدي إلى عدة دواوير تابعة لأربعة جماعات بالإقليم المذكور، وسبق أن أعلنت وزارة التجهيز والنقل عن الشروع في أشغال تهيئتها وتقويتها خلال شهر يوليوز الماضي. وأفادت مصادر محلية لجريدة “العمق” أن آليات تهيئة الطريق تتواجد في منطقة بولمان دادس على بعد لا يتجاوز 50 كليومترا من مواقع الانهيارات المتعددة التي شهدتها الطريق، غير أن المصالح المعنية “لم تحرك ساكنا” إلى حدود اللحظة. وسبق أن تسببت سيول جارفة ناجمة عن أمطار غزيرة هطلت مساء الخميس الماضي، على منطقة أمسمرير بإقليم تنغير في وفاة شخص يبلغ من العمر 55 سنة. وقال مصدر مطلع لجريدة "العمق"، إن أحد الرحل والذي يدعى "ايشو، ز" ويتحدر من دوار "إمينوارك" قد لقي حتفه بسبب سيول جارفة اجتاحت منطقة "أقا نوارك". ورجح المصدر أن تكون السيول قد جرفت الهالك بعد محاولته التدخل لإنقاذ قطيعه، مضيفا أنه تم العثور على جثته، وتم إخطار السلطات بالواقعة. وعرفت عدد من مناطق الجنوب الشرقي، منذ الأسبوع الماضي، تساقطات مطرية غزيرة أدت إلى اضطرابات في حركة السير على مستوى عدد من المسالك، نتيجة حمولة الوديان. الوزارة تثير غضب مواطنين كانت وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك قد أعلنت خلال شهر يوليوز الماضي انطلاق الأشغال بالطريق الجهوية 704، وأكدت أن الطريق ستعرف انقطاعت متكررة بشكل يومي بفعل الأشغال، كما قالت في بلاغها أن “تحويل الاتجاه محليا غير ممكن نظرا لصعوبة التضاريس بالمنطقة، مشيرا بالمقابل إلى أن تحويل الاتجاه إلى تنغير ممكن عبر المسارات البديلة المتمثلة في الطريق الجهوية رقم 704 بين امسمرير وأكدال على طول 60 كلم (مسلك غير معبد)، والطريق الوطنية رقم 12 (ط.ج 703 سابقا) بين أكدال وتنغير على طول 91 كلم”. وخلف قرار الوزارة ، غضب واستياء ساكنة المنطقة، لتزامن الأشغال بها مع فصل الصيف الذي تعرف معه هذه الطريق حركية كبيرة، فيما نبهت جمعية “تيرسال” للأسرة والتضامن والتنمية المستدامة بأوسيكيس، الوزير عبد القادر اعمارة، إلى أن “الفترة الصيفية التي تم اختيارها تعتبر من أصعب الفترات التي تكون فيها الطريق الجهوية رقم 704 أكثر نشاطا، لعدة اعتبارات نلخصها في كون مستعمليها من ساكنة جماعتي أمسمرير وتلمي هم من الجالية المقيمة بالخارج ومن المقيمين بمختلف جهات المملكة نتيجة الهجرة القروية الداخلية فضلا عن السياح المغاربة والأجانب الذي يقبلون على هذه المناطق على مدار السنة. وسجلت الجمعية في مراسلة لوزير التجهيز والنقل واللوجيستك تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منها “باستغراب شديد التعبير الصريح عن عدم إمكانية تغيير اتجاه عبر مسارات بديلة غير ممكن، وهو ما يطرح أكثر من سؤال بخصوص مصير الحوامل والمرضى وضحايا مختلف الحوادث التي تنتج عن حركة السير غير العادية التي تعرفها المنطقة صيفا، بالإضافة إلى حوادث التغير المناخي الذي يتعرض يؤثر عن الأطفال من أبناء الجالية وقاطني المدن الداخلية للمملكة، بسبب الطقس الجبلي الذي تتميز به المنطقة التي ترتفع على سطح البحر بنحو 2000 متر”. وطالب المصدر ذاته، من الوزير اعمارة “اتخاذ التدابير الكفيلة بحماية حقوق السكان وتأمين حقهم في السير والجولان في ظروف إنسانية تراعي الحق في الراحة والعطلة والاحتفال خاصة أن الفترة المعلن عنها في بلاغ وزارتكم تصادف عيد الأضحى المبارك والعطلة الصيفية وموسم الأعراس الجماعية والفترة الوحيدة التي تستقبل فيها المنطقة أبناءها من مختلف بقاع المعمور”. وأضافت جمعية “تيرسال”، أنه “اعتبارا لوجود ممر جبلي يربط جماعة أمسمرير بجماعة أيت سدرات الجبل العليا عبر قرية أوسيكيس على مسافة لا تتجاوز ثلاثة كيلومترات ومن خلال تواصلنا مع الساكنة التي تجمع على جدوى هذا الممر نلتمس منكم اتخاذ قرار تأهيله تجبنا لأي انقطاع في حركة السير كما يمكن تأهيل الطريق الروية الرابطة بين أمسمرير تلمي التي تعتبر أقرب خاصة للمتجهين نحو مركز الإقليم مدينة تنغير”. 1. التجهيز والنقل 2. السيول 3. الطريق الجهوية 704 4. الفيضانات 5. تنغير 6. طريق مقطوعة