"منفذي تفجير اسطنبول بميدان السلطان أحمد، هو أجنبي من عناصر تنظيم داعش الإرهابي". هذه أقوى عبارة في تصريح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلوا لوسائل الإعلام بعد تفجير الإرهابي الذي ضرب اسطنبول اليوم، وذهب ضحيته عشرة أشخاص، منهم 9 من السياح الألمان، وجرح 15 آخرين. إن مثل هذه التصريحات والتي ترافقها أعمال ومعاملات راقية، منبعها قيم ومبادئ راسخة في القلب، تبين معدن الساسة الأتراك وخصوصا أعضاء حزب العدالة والتنمية، والذي لا يشك إنسان حر عاقل أنهم يحبون سوريا وشعبها ويكنون لهم كل التقدير والاحترام. في أكثر من مناسبة تظهر تركيا علو كعبها في معاملة اللاجئين والإنسان عموما، فإصرار القادة الأتراك على وصف منفذ هجوم ميدان السلطان أحمد ب"الإرهابي الأجنبي" لدليل آخر على هذا التميز، والذي لم نره من ساسة فرنساوألمانيا ولبنان ودانمارك والسويد وغيرهم، والذين يلعبون كلهم بورقة اللاجئين السوريين، ويمسحون بها كل إخفاق لهم، أو يقدمونها سبب لتشريعاتهم وقوانينهم التي تطبخ بين عشية وضحاها، للتضييق على اللاجئين والمهاجرين من جميع الجنسيات وخصوصا العربية وبالأخص السورية. في حادثة باريس اتهم اللاجئين السوريين بسبب كلمة "الله أكبر" و"جواز سفر" قيل عنه أنه سوري، بألمانيا في ليلة عرفت في الغرب بليلة العقول المرفوعة والشهوات المفتوحة واختلاط الحابل بالنابل، اتهم بعض اللاجئين المخمرين بالتحرش بنساء ألمانيات في كولن -ولا ننكر الحادثة ولكن التضخيم الإعلامي لها والتركيز عليها-، وكأن اللاجئين جاؤوا بالتحرش معهم من بلدانهم، وأن ألمانيا بلاد العفاف والنسب المنخفضة من التحرش، الحقيقة خلاف هذا، ولكن الإعلام يبرر للقرارات سابقة وأخرى آتية، والمهاجرين واللاجئين المساكين كانوا هم الشماعة التي يُعلق عليها كل فعل قبيح أو سلوك سيء، صادر من بعض طالبي اللجوء والمهاجرين غير المنضبطين. الشعب السوري لم يقم في ثورة من أجل الهجرة إلى البلدان المتقدمة أو احتضان المنظمات الإرهابية كداعش أو اللجوء إلى بلدان كان أهلها يوما لاجئين بسوريا، لكن حلف الطاعنين في الظهر (روسياوإيران وبشار المجرم وحزب الضاحية الجنوبية الإرهابي، وحزب "بي كا كا" الإرهابي وفروعه، والحشد الشعبي الطائفي وقادته السياسيون وتنظيم داعش الإرهابي) أصروا على ألا يتمتع الشعب السوري بحرية العيش في وطن حر كريم كباقي شعوب العالم، فتفننوا في قتل الشعب السوري بجميع أنواع الأسلحة والكيماوي والتهجير والتجويع والكذب والبهتان، ورغم ذلك يُصر أهل الشام على تحقيق هدف ثورتهم، والتي لم يعرف التاريخ مثلها صمودا وتضحية، وكذلك خذلان من البشرية المنافقة. اللاجئون السوريون بريئون من كل سوري وغيره، باع نفسه للمنظمات الإرهابية وفرق الموت والدم. أما دوافع تفجير اسطنبول فكثيرة كلها تشير لحلف الطاعنيين في الظهر وهذه بعضها: - مزيد من الضغط على تركيا وإشغالها بقضاياها الداخلية وجهودها في إفشال أجندة حلف روسيا وأتباعها في المنطقة. - ضرب قطاع السياحة في تركيا باستهداف سياح ألمان في منطقة سياحية كبرى في اسطنبول، بعدما فشلت العقوبات الروسية في تحقيق أهدافها. - انتقام طائفي العراق من دخول القوات التركية إلى معسكر بعشيقة بشمال العراق، والذي توعد وقتها قادة الحشد الشعبي الإرهابي تركيا بعمليات إرهابية إن هي لم تسحب قواتها من الموصل. - الرد الإيراني على التقارب التركي- السعودي وإعلانهما الوقوف أمام أجندة إيران الطائفية في المنطقة. - استمرار حزب العمال الكردستاني الإرهابي في عملياته الإرهابية والتي تستهدف الأمن القومي التركي. - أما تنظيم داعش الإرهابي فهو أداة التنفيذ الجاهزة لكل عمل دموي بشرط أن يكون عناصره هم أبطال هذا الحادث الإرهابي. - أما بشار المجرم فلا يملك إلا الشماتة في تركيا واللاجئين السوريين، أما نظامه وجيشه الطائفي فقد أقبرهم الشعب السوري، وهم الآن في مواجهة الاحتلال الروسي – الإيراني. وكل هذه الخناجر تجسد الضغط الجيوسياسي على تركيا، ويؤكد نجاحها في تحقيق رؤيتها وأهدافها وسط حلقة النار هذه. أما الشعب السوري العظيم فأظهر صمودا معجزا أما مجموعة من التحديات والأعداء، بداية من بشار ونظامه الهمجي، وحلف الطاعنين في الظهر وحقدهم على السوريين، وسادية داعش وغدر حزب الضاحية الجنوبية الإرهابي، وتنكر الدول الغربية وكثير من الدول العربية لثورة السورية، وخيانة الأممالمتحدة للغاية التي أنشئت من أجلها، وشماتة الإعلامي العالمي وتسويته بين المجرم والضحية. لكن الشعب السوري يستند إلى "ركن شديد" لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، له جنود السموات والأرض، هو من تَوكل عليه أهل الشام حينما أذن ربهم بقيام ثورتهم وشعارها الخالد: "يا الله .. مالنا غيرك ياالله"