-عبد الإله بوانو: “التعاقد كان قبل حكومة بنكيران..”- يبدو أن الفريق الحكومي،ضيف برنامج قضايا وآراء المكون من “مبديع”و”بوانو”، أمعن في إطلاقالمغالطات وإرسال الأكاذيب، التي توجب الرد عليها ردا واضحا ومبينا،بأن الشعب المغربي ليس بالغباء والسذاجة التي يتصورانه بها.. أولا، لا أحد من الأساتذة المفروض عليهم التعاقد، طالب ولو مزاحا برفض الاشتغال بالمناطق المعزولة أو النائية.. ولا أعرف بلاغا ولا بيانا ولا تصريحا ولا حوارا ولا.. لأحد المنسقين أو حتى أستاذ واحد فرض عليه التعاقد، تضمن إشارة إلى رفض التعيين والترسيم بقرية أو بادية أوواد عميق..ونتحدى المتقولين، إفكابهذا،على الأساتذة، الاتيان بتصريح شفوي أو بلاغ كتابي، يرفض الجهوية الموسعة والاشتغال بالمناطق النائية، ويستهجن تحقيق عدالة مجالية بين المناطق والجهات..ولذلك نذكر المتقولين بأن مطلب هذه الفئة من الأساتذة، هو الإدماج في سلك الوظيفة العمومية، وأن مشكلهم مع التعاقد والتمييز بينهم وبين غيرهم من الأساتذة، ضمن نفس الوظيفة ونفس الواجبات ونفس المهام، لا غير. ثانيا، القول بأن التعاقد كان قبل بنكيران، قول شجاع وصحيح مائة بالمائة، إلا أن الجبن والوجل والنفاق فيه، هو القول بأنه كان يتوجه إلى الوظائف والقطاعات الاجتماعية كالتعليم والصحة، التي يقتات منها غالبية أبناء الشعب، ممن لم يدرسوا بديكارت ولا روسو ولا بول فاليري..لأن التعاقد المتحدث عنه، مع حكومة علال الفاسي يتضمن المناصب العليا ووظائف المدراء والخبراء.. الذين لا تتجاوز مهامهم خمس سنوات على الأكثر،لكيلا يستنزفوا ميزانية الدولة عند انتهاء مهامهم رسميا أو بإعفاء أو إقالة..فالمتقول بأن التعاقد كان على غير ما أوضحنا، إما جاهل جاحد أو كاذب منافق..! فالتوظيف بالتعاقد كان يهدف إلى الحد من المناصب العليا التي تكلف الدولة، وتثقل كاهلها بكتلة أجور وتقاعد سمينين، لا كما اليوم حيث حكومة العدالة والتنمية تنصب وترسم الخبراء والمدراء، الذين يثقلون كاهل الدولة بأجورهم الضخمة وتقاعداتهم الوثيرة، وسنوات عملهم الفعلية القليلة، وتعمل على فرض التعاقد على أبناء الشعب في المناصب الدنيا للدولة، والاقتطاع، والتلاعب بمعاشاتهم وصمام أمان مستقبلهم.. فعلا التعاقد كان قبل بنكيران وحكومته، ولكن كان بمنطق الحد من استنزاف ميزانية الدولة وصندوق التقاعد، من طرف موظف أو خبير في منصب عال.. يقضي أشهر معدودات أو سنوات قليلة في العمل الفعلي، ثم لا يستفاد منه من بعد، ولكن يبقى موظفا شبحا يتقاضى أجرته كاملة دون مهام.. فالضيفان الكريمان، تكرما على الشعب المغربي من خلال برنامج قضايا وآراء الذي تبثه القناة الأولى.. تكرما على الشعب المغربي كذبا ومغالطات.. ومنهما من ينتمي لحزب إسلامي ومنظومة دعوية ويمعن في الكذب والنفاق..!