تتعالى الأصوات من داخل مجتمعنا المغربي، حول رداءة المحتوى في الويب، سواء تعلق الأمر بطوندونس اليويتوب أو صفحات الفايسبوك، لتظهر هذه الصيحات على شكل هاشتاك أو تدوينات، عنوان اغلبها “لا تجعلوا من الحمقى مشاهير” ذلك نتيجة ما وقع من تدافع للمحتوى الرديء، و تسليط الضوء على ما يسميه العامة بالتفاهة و اللامعنى، تبعنا الشهرة التي اكتسبها أشخاص بسطاء جدا كونهم اخطئوا في نطق اسم مرض معين، و أشخاص آخرون اشهرو بتفاهة متعلقة ب”سي محمد بيكالتي” و تفهات أخرى متعلقة بالجن في احد المنازل المهجورة، ليتضح فيما بعد انه صوت حيوان، و تفهات أخرى متعلقة بسوء فهم بين الفنانين، أخذت اكبر من حجمها من طرف المتابعين… اوزيد اوزيد، العلاقة المشتركة بين هذه التافهات ليست الكوميديا، وإنما الزج بالمتلقي في دوامة فارغة لا تمت للفكاهة بأية صلة، فهي لا تحمل رسالة و ليست سوى ضرب من ضروب العبثية و اللامبالاة. ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، هو نتيجة لرغبة في دخول العالم الافتراضي بمشاعر الإنسان وأحاسيسه طبقا للواقع في اطار المساحة ذاتها، سوء الفهم و عدم التمييز بين العالمين، أنتج لنا شريحة ناشرين حمقى، وصل البعض منهم للشهرة فعلا، كالفقاعات المائية تظهر واحدة هنا و هناك ثم تختفي في الهواء بسرعة، حقيقة هذه الشهرة الزائفة لا تتطلب سوى، فيديو بدون فكرة و ناشر مغفل و متابعين بلا أهداف. بالمقابل الأشخاص الذين يستحقون من يشيد بهم و يقدمهم كنموذج للمجتمع، تجدهم لا يحظون بالاهتمام اللازم، زيد على ذلك القضايا المحلية الكبرى المفترض هي صلب اهتمام و تفاعل العامة، لا تصمد امام هذه التافهات، يجعلك الأمر في حسرة في من وراء تسيير هذا الوهم و تقديمه كطبق جاهز للمتابع، كأن هناك قوى خفية تتحكم في ظهور تافهات من عدمها. نعم هذه القوة الخفية عبارة عن مجهولين، يتهافتون و يمجدون ثقافة الغوغاء، ليعكسوا توجه المجتمع ككل، قد تكون أسباب هذا التراكم اختلالا صريح في البنية المجتمعية، وعدم تكافؤ الفرص بين الأطياف الداخلية، فصاحب الموهبة و القدرة و الرسالة لا يجد منبرا أو من يدعمه، فيصبح حلقة ضعيفة امام الفوضى، هي نظرية القطيع التي لا يستطيع النخبة الانسحاب منها، مهما كانت نواياهم لتغير العالم الافتراضي، تسلب من الفرد تفكيره و قراره الشخصي فينصاع للجماعة. 1. وسوم