فتحت عيناها على الدنيا ولم ترى سوى العتمة والظلام القاتم، عند بلوغها السنتين أدرك والداها أنها تعاني من فقدان البصر بشكل كلي وستعيش حياتها بدون أمل في رؤية خيوط الشمس. هي فتاة مفعمة مبتهجة يوحي لك صوتها وشكلها أنك تجري لقاءً صحافيا مع أم كلثوم، تدرك بعد وقت أن الماثلة أمامك هي فتاة مغربية، عانت التهميش والإقصاء ودفعتها صعوبة العيش إلى التعبير عن مشاعرها بالغناء منذ أن كانت في 12 من ربيعها. اكتشف عائلتها ميولها الفني وعشقها لأم كلثوم، فأصبحت مدمنة على اقتناء ألبومات ومقاطع لكوكب الشرق، بدأت بحفظها عن ظهر قلب، والتغني بها في حفلات وأعراس عائلتها. حوية أمل، فتاة شابة تبلغ 31 من عمرها ولدت بدوار حي الشوبير ضواحي مدينة كرسيف، لم تدخل يوميا للمدرسة ولم تتلقى أي تكوين تعليمي بسبب عدم توفر مدينتها على مؤسسات خاصة بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. ولم تجد ملاذا لتفريغ طاقتها فلجأت لتعلم أصول الموسيقى وتقنيات أداء مقاطع الطرب الأصيل، لتشارك بعدها في برامج المواهب الموسيقى بالمغرب والعالم العربي. عدم توفقها في التأهل لمراحل مهمة من تلك المسابقات دفعا للجوء إلى جمعيات المجتمع المدني طالبة المساعدة في تحقيق حلمها، الأمر الذي لقي استجابة حيث شاركت في عدد من التظاهرات بالمغرب وبمصر. تشبثت بحلمها وواصلت مشوارها رغم الإحباط الذي واجهها، تخلصت من كل العقبات، وقامت بإعادة غناء وتوزيع أغنية “يا مسافر وحدك” لنجاة الصغيرة، بعدما خضعت لتكوين مهني في معهد موسيقي بمدينة كرسيف. وتحلم الموهبة بلقاء الفنانة لطيفة رأفت، تختم سرد قصتها في اتصالها بجريدة “العمق” قائلة: “حلمي الغناء مع الفنانة لطيفة رأفت والوقوف معها في نفس المسرح إضافة إلى المبدع البشير عبدوا”. 1. وسوم 2. #أم كلثوم المغرب 3. #ذوي الاحتياجات الخاصة 4. #فتاة ضريرة 5. #كرسيف 6. #مصر 7. #نجاة الصغيرة