يلتئم بمدينة مراكش منذ أول أمس الاثنين الجماعات اليهودية في لقاء ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال وبشراكة مع مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب لقاء حول موضوع “اليهود المغاربة: من أجل مغربة متقاسمة”. ويساهم في تنظيم المتلقى الذي يهدف إلى تعزيز قيم التعايش كل من مؤسسة التراث اليهودي المغربي، المتحف اليهودي المغربي، جمعية أصدقاء المتحف اليهودي المغربي والرابطة اليهودية العالمية، كما يشهد مشاركة 250 شخصية من اليهود المغاربة قادمين من مختلف بقاع العالم. وفي هذا الصدد ساهم الأمين العام لمجلس الجالية المغربية عبد الله بوصوف، على أن العالم في حاجة إلى النموذج المغربي للتعايش بين اليهود والمسلمين، “المعروف منذ قرون بالتآخي والتعايش بين الطائفة اليهودية والمسلمين”، مبرزا أن هذا المتلقى يهدف إلى تعزيز هذه القيم لدى الأجيال الصاعدة. من جهته أشاد الأمين العام لمجلس الطائفة اليهودية بالمغرب سيرج بيرديغو، بغنى الثقافة المغربية بقيم التعايش السلمي. وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج الذي افتتح أمس الثلاثاء معرض “مسارات اليهود المغاربة بالأطلس والصحراء” لإلياس هروس، ومعرضا حول إعادة تأهيل التراث الثقافي اليهودي المغربي: معابد ومقابر”، أكد أن العديد العديد من مظاهر الثقافة والارث اليهوديين شهدت عناية خاصة سواء ما تعلق بالمقابر أو الملاحات أو أماكن العبادات أو التراث الثقافي المادي واللامادي تحت قيادة الملك محمد السادس. وأشار إلى أن معرض صور اليهود المغاربة من الأطلس والصحراء ينضاف إلى التظاهرات الثقافية الكبرى والأنشطة التي تنظمها مختلف المرافق والهيئات التابعة لوزارة الثقافة ضمن الجهود الرامية إلى ربط الماضي بالحاضر واستحضار عمق المغرب الحضاري المشرق الذي تميز على الدوام بالتعايش والتسامح والتساكن والعبقرية في تدبير الاختلاف والتعدد. وأضاف الأعرج أن “هذا التميز الحضاري والواقعي للمملكة المغربية شهد ترسيما دستوريا سنة 2011 بتكريم جميع المغاربة في محدداتهم الخاصة بالهوية والثقافة، حيث حجز الرافد العبري مكانته اللائقة في القانون الأسمى للبلاد إلى جانب باقي المكونات الأخرى، وهو تكريس لواقع دأبت فيه المؤسسات العمومية والهيئات وجمعيات المجتمع المدني على إقامة أنشطة تستحضر العمق العبري في الثقافة الوطنية وإضافاتها المتميزة إلى العبقرية المغربية، مؤكدا إن إعطاء البعد العبري في ثقافتنا الوطنية مكانته الحضارية اللائقة به يتطلب كذلك تكثيف مثل هذه اللقاءات والأنشطة التي تعد تعبيرا عن ضمان تواصل حلقات التاريخ المغربي الوطني لتدعيم لبنات الوحدة والتساكن والتنمية”.