أبرم مجلسا جهة الشرق وجهة “غراند إيست” الفرنسية، الجمعة بوجدة، اتفاقية إطار تتوخى اعتماد مقاربة عملية للتعاون لدعم مساهمة الطرفين في التنمية المندمجة والمستدامة، بما يعود بالنفع على الجانبين. ووقع هذه الاتفاقية كل من رئيس مجلس جهة الشرق عبد النبي بعيوي ورئيس مجلس جهة “غراند إيست” جون روتنر، بحضور والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد معاذ الجامعي والقنصل العام لفرنسا بفاس فرانسوا – كزافيي تيليت والمدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق محمد امباركي. وفي إطار العمل على الحفاظ على استمرارية العلاقات القائمة منذ 1990، قرر الطرفان تقوية علاقات الصداقة والتضامن وكذا علاقات رابح – رابح لفائدة الجهتين وساكنتيهما، بحسب ما جاء في وثيقة الاتفاقية. ويهدف هذا التعاون إلى توفير دعم متبادل، سواء كان مباشرا أو غير مباشر، لمبادرات التنمية وبرامج العمل التي تنجزها الهيئات العمومية والخاصة من أجل تحقيق التنمية المطردة للجهتين وتحقيق الرفاه لساكنتيهما. كما تأتي هذه الاتفاقية تأكيدا لإرادة الجانبين في الإسهام في تفعيل سياسة التعاون الثنائي بين البلدين عبر التعاون الدولي اللامركزي. وفي هذا الصدد، قرر الطرفان إعطاء الأولوية لمجالات من قبيل التنمية الاقتصادية والأنشطة المقاولاتية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والتعليم العالي والابتكار، والفلاحة، وإعداد التراب والسياحة، والتربية والتكوين المهني، والبيئة، والثقافة والشباب، والصحة والتنمية الاجتماعية والرياضية، فضلا عن مجالات تعاون أخرى. ومن أجل تنفيذ واستمرارية برامج التعاون المتفق عليها، يلتزم كل طرف بموجب هذه الاتفاقية، بالبحث وتعبئة كل إمكانيات التمويل المتوفرة على المستوى الجهوي والوطني والأوروبي والدولي. وفي كلمة بالمناسبة، أبرز بعيوي العديد من أوجه التشابه بين جهة الشرق وجهة غراند إيست، مشيرا إلى أن الشراكة الثنائية همت العديد من المحاور، من بينها التعاون المؤسساتي والتنمية المستدامة، المحلية والبشرية. ودعا، في هذا الصدد، إلى تعبئة الفاعلين الاقتصاديين، في الجهتين، حتى يتمكنوا من مواكبة هذه الدينامية الاقتصادية وتوليد تدفق للأعمال بين هذين المجالين الترابيين. من جهته، أبرز رئيس مجلس جهة “غراند إيست” أن المغرب، الذي يعد بلد جميلا وحديثا، يشكل بوابة رائعة بالنسبة لأوروبا، وفرنسا على وجه التحديد، نحو القارة الإفريقية، مؤكدا أن هذه الاتفاقية الإطار من شأنها زيادة تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين. وبالنسبة روتنر، الذي سيقوم بزيارة العديد من المشاريع التنموية بالجهة الشرقية، فإن تواجده بوجدة يعد مناسبة لدراسة السبل التي تمكن من المضي قدما في تعزيز التعاون بين الجهتين في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وفي الميادين المتصلة بالتنمية المستدامة والطاقات المتجددة، وغيرها من المجالات. من جانبه، أكد والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد معاذ الجامعي أن هذا اللقاء، الذي يعكس الروابط القوية والراسخة التي تجمع المغرب وفرنسا، يمنح إمكانية تعزيز التعاون الثنائي واللامركزي بين الجهتين. وقال “نأمل أن يشكل هذا اللقاء إطارا جديدا لتعزيز المكتسبات وتجديد الشراكات وتطوير مجالات تتيح إمكانيات اقتصادية جديدة وتمكن من استكشاف آفاق التنمية المشتركة بين جهتي الشرق و”غراند إيست”. وتمتد هذه الاتفاقية على مدى خمس سنوات، ويمكن تجديدها بطريقة ضمنية أوعن طريق اتفاق جديد للتعاون.