من المستحيل ان تتصفح كتابا مدرسيا (المقرر المعتمد) لهذه السنة ولا تعثر على كلمة او صورة دخيلة على قاموس اللغة العربية أأكد انك ستصاب بالصدمة هذه الصدمة انا شخصيا تقاسمت مرارتها مع ملايين المواطنين المغاربة، جراء هذا التمييع والاستهتار والتلاعب بالألفاظ والنزول بها الى الحضيض. وأنت تتصفح من الوارد جدا ان يرتفع ضغطك الدموي وحرارة جسامك.على القائمين بمراجعة وتنقيح الكتب المدرسية العمل على وقف ارتفاع منسوب التسيب والاستخفاف بمصير جيل بأكمله وتمييع المضمون التربوي وتسفيه الفعل التعليمي وإلباسه ثوب الرداءة. إننا اليوم وبدون شك امام مهزلة تكشف بشكل ملموس وجود أزمة عميقة في السياسية اللغوية المعتمدة بالمدرسة المغربية، والتي أضحت حاجزا منيعا أمام متطلبات الانفتاح والتنمية والاندماج في العصر. يطمئنا الدستور المغربي الذي يعتبر كون اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة،بما يعني أن الدولة ملزمة باستعمالها في الإدارة والتعليم وجميع المعاملات الرسمية. أسئلة لا أجد لها جواب: -كيف تسللت هذه العبارات “الدارجة” ضدا على الإرادة العامة للشعب المغربي التي يجسدها الدستور؟. -من يمتلك سلطة المس بالقدسية الرمزية للكتاب المدرسي كونه الوعاء الكفيل باحتضان وتوفير ما يلزم من قيم ومعارف ومهارات وقدرات وتمثلات ستسهم في تحديد وعي وشخصية أجيال المستقبل؟ -كيف للكتاب المدرسي أن يتحول – دون رقابة – إلى ساحة معركة تتصارع فيها أطراف، باسم لغة التدريس، بهدف حماية مصالحها وتأييد السيطرة الاجتماعية؟ -كيف لتعليم يعتمد على “الدارجة” أن يمكن أجيال المستقبل من التفاعل الحضاري والنهل مما أنتجه الفكر الإنساني؟ -كيف يمكننا أن نقتنع أن للأمر “مبررات ودواع بيداغوجية”؟