حسم الأوروبيون موقفهم الراغب في إلغاء التوقيت الصيفي (غرينتش +1 ساعة)، فيما ينظر المغرب بعين المراقب لما ستؤول إليه الأمور هناك، علما أن محمد بن عبد القادر، الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، كان قد قال إن "المغرب كان سباقا إلى إطلاق دراسة تقييمية للساعة الإضافية قبل مبادرة البرلمان الأوروبي". وقد ظهرت نتائج الدراسة الأوروبية وأعقبتها خطوات عملية، في حين ما تزال نتائج الدراسة المغربية رهينة أقبية وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، رغم تأكيد محمد بن عبد القادر في أبريل المنصرم أن نتائج الدراسة التقييمية سيتم الإفراج عنها قريبا، ورغم سيل الانتقادات والاحتجاجات على التوقيت الصيفي. وبما أن من ضمن المبررات التي عللت بها الحكومة تبني التوقيت الصيفي هو التوافق مع توقيت الإتحاد الأوروبي باعتباره الشريك الاستراتيجي الأول في مجال التبادل التجاري، فقد بات السؤال اليوم هل يتخلى المغرب عن الساعة الإضافية (التوقيت الصيفي) إذا تخلى عنها الاتحاد؟ اقرأ أيضا: بن عبد القادر: نخضع "الساعة" للتقييم و"كبور" لخص المسألة في هذا الصدد، رأى المحلل السياسي خالد شيات أن النموذج الذي يحكم المغرب في التوقيت هو النموذج الأوروبي، موضحا أن المملكة تخضع للنمط الذي تسير عليه أوروبا، منتقدا تأخر وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية في الإفراج عن الدراسة التقييمية للتوقيت الصيفي. وأرجع الأستاذ الجامعي في تصريح لجريدة "العمق" التأخر الحاصل في إخراج الدراسة إلى الأعطاب الكثيرة التي تعرفها الإدارة المغربية، موضحا أن النموذج الإداري المغربي ثقيل، مضيفا أن نظام التوقيت الصيفي لا يتناسب مع الكثير من الفئات التي انتقدته رغم تعايشها معه بعد إقراره. وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن الحديث على المكاسب التنموية والاقتصادية التي يتم بها تبرير تبني التوقيت الصيفي يجب أن يقوم عليها دليل علمي وعملي، مشيرا إلى أن فارق التوقيت مع دول الاتحاد الأوربي خصوصا تلك التي تعامل معها المغرب بقوة كفرنسا وإسبانيا لا يوجد بينه وبينها توقيت كبير. اقرأ أيضا: البام يجر العثماني للمساءلة البرلمانية بسبب الساعة الإضافية يشار إلى أن محمد بن عبد القادر، الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، أكد إخضاع التوقيت الصيفي للتقييم، وذلك خلال جوابه على سؤال لجريدة "العمق"، في ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، حول "الإدارة المغربية في مواجهة تحدي التخليق"، يوم الثلاثاء 10 أبريل 2018. ورغم عدم ظهور نتائج الدراسة، هاجم الوزير المغاربة في علاقتهم بالوقت، واعتبر أن المغاربة يعيشون توترا مع الزمن، قائلا "هناك من المغاربة من لا زال يتحدث عن "الساعة القديمة" و"الساعة الجديدة" وهذا يدل على وجود توتر"، موضحا أن "بطل السلسلة الهزلية "كبور" لخص المسألة بشكل جيد في العلاقة المتوترة بين المغاربة وبين الزمن". وبالعودة إلى استطلاع الرأي الذي أجرته المفوضية الأوروبية، وشمل 4.6 مليون مشاركا من جميع دول الاتحاد فقد خلص إلى أن 80 في المائة من الأوروبيين يرغبون في إلغاء نظام التوقيت الصيفي، وفي قرار تم تبنيه الخميس 08 فبراير 2018، دعا أعضاء البرلمان الأوروبي إلى إجراء تقييم مفصل للنظام الحالي المتعلق بالمرور إلى التوقيت الصيفي. اقرأ أيضا: البيجيدي يطالب بنعبد القادر بتقييم شامل لآثار التوقيت الصيفي وكانت ألمانيا سباقة إلى التوقيت الصيفي إذ أقرته منذ عام 1980، وبدأ تطبيقه في كافة دول الاتحاد الأوروبي منذ عام 1996، حيث يجرى تقديم التوقيت لساعة في آخر يوم أحد من شهر مارس، ثم يتم إعادة التوقيت إلى وضعه السابق في آخر يوم أحد من أكتوبر. ويهدف التوقيت الصيفي إلى توفير الطاقة. وأوقفت دول أوروبية، من غير أعضاء الاتحاد الأوروبي، العمل بنظام التوقيت الصيفي والشتوي بينها روسيا وتركيا وروسياالبيضاء وأيسلندا.