نشب حريق مهول في الساعات الأولى من أول أمس السبت، في مسجد (مركز إسلامي) مدينة فيكتوريا بولاية تكساس جنوب-غرب الولاياتالمتحدة، و هو المسجد الذي ظل هدفا لأكثر من اعتداء، بحيث أقدم شخص قبل بضعة أيام فقط على اقتحامه و سرقة أجهزة الحواسيب المحمولة منه. كما أنه في يوليوز 2013 قام شخص مجهول بكتابة رمز "H8" على جدران نفس المسجد، وهي عبارة في برمجيات الحاسوب تعني "الكراهية". ورصد صاحب متجر مقابل للمركز المحترق ألسنة النيران تنبعث من نوافذ و قبة المسجة حوالي الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي فقام بإخبار رجال المطافئ على الفور. وقال رئيس المركز الإسلامي السيد شهيد هاشيمي معلقا على الحدث " إنه لأمر جد محزن أن تقف أمام مسجد وهو يحترق و ينهار ! لقد كانت ألسنة النيران جد كبيرة". و أضاف أن إمام المسجد قبل أن يخلد إلى النوم في منزله البعيد عن المسجد قام بمراقبة كاميرات المراقبة المرتبطة بشبكة الإنترنيت و لاحظ أن أجهزة الإشعار لم تكن مُشَغلة و أن الأبواب نُسِيَّت مفتوحةً" و هو الأمر الذي جعله يستقل سيارته على وجه السرعة عائدا للمسجد من أجل استدراك الوضع، غير أنه "بمجرد وصوله لمحيط المركز حتى كانت سيارات الإطفاء تصب الماء على لهيب النيران". من جهة أخرى ذكر محققون أن أسباب الحريق لم تُحَدَّد بعد ، بينما قال السيد توم ليجلر (Tom Legler)، رئيس وحدة الوقاية المدنية بمدينة فيكتوريا، بأنه طلب الدعم اللوجستيكي من وقاية الولاية (تكساس) و من المكتب الفدرالي للتبغ و الكحول و الألعاب النارية و المتفجرات. وأعلن هاشمي، المقيم بفيكتوريا منذ سنة 1985، بأن السلطات المحلية أكدت له أنه من السابق لآوانه التكهن بأسباب و كيفية اندلاع الحريق؛ في حين تلقت جماعة المصلين بالمدينة ، البالغ عددها حوالي 140 فردا، عرضا لاحتضان إقامة الصلوات و أزيد من مائة ألف دولار من جنسيات و أديان مختلفة لإعادة بناء المسجد الذي كان قد افتتح في سنة 2000، سنة واحدة قبل تفجيرات 11 شتنبر الشهيرة التي غيرت الكثير في أحوال و أوضاع المسلمين، سواءً ببلدان المهجر – خاصة بأمريكا – أو بعقر ديار الإسلام ذاتها. وعلاقة بالحدث، الذي تلقته الجالية المسلمة بأمريكا بكثير من الحزن و الأسى و الخوف من المستقبل، حثَّ مصطفى كارول (Mustafaa Carroll)، المدير التنفيذي للمكتب المحلي لمجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية (CAIR) بمدينة هيوستن، المحققين على الأخذ بعين الإعتبار دوافع السبق و الإسرار و النوايا المبيتة لدى الفاعلين، بسبب ما أسماه " تزايد التعصب ضد المسلمين في أمريكا، وبسبب الارتفاع الملحوظ مؤخرا في حوادث الكراهية التي تستهدف المؤسسات الإسلامية والأفراد "، خاصة مع وضع دونالد ترامب يده على السلطة بالبيت الأبيض مطلع العام الجاري.