أثار رفع عدد من المواطنين المغاربة شعارات تطالب رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، بالرحيل في حضرة الملك محمد السادس بطنجة، كثيرا من اللغط؛ بين من اعتبر الأمر صرخة مواطنين عاديين في وجه زعيم الأحرار، وبينما من اعتبر الأمر مدبرا من طرف زعيم حزب البام السابق بهدف الإساءة إلى أخنوش، في حين أثار تعامل حزب الأحرار مع الحادثة استغراب الجميع. وفي هذا الصدد تشير المعلومات التي حصلت عليها جريدة "العمق"، أن الشخص الذي قام ببث الاحتجاج ضد أخنوش أمام الملك عبر تقنية البث المباشر على فيسبوك هو المدعو "الأمين الزودي"، وهو المسؤول الإعلامي بمجلس جهة طنجة الذي يرأسه إلياس العماري ومرافقه الدائم داخل وخارج أرض الوطن، حيث سجل واقعة الاحتجاج لمدة قبل بداية وحتى مغادرة الملك وذلك على مدة 14 دقيقة. وتؤكد مصادر مطلعة أن تواجد الزودي بعين المكان وتصويره واقعة الاحتجاج لم تكن محظ صدفة، بل كان على علم بالواقعة وأخذ مكانا بين المعنيين برفع الشعارات ضد أخنوش حتى يتسنى لمشاهدي البث المباشرة سماع صوت "ارحل" بشكل واضح، عكس التواجد في المنطقة الأمامية التي تطغى فيها شعارات "ملكنا واحد". وأوضحت المصادر ذاتها أن استعمال تقنية البث المباشر في نقل الشعارات المناوئة لزعيم حزب الأحرار، سيجعل من تفنيد أمر الفيديو مستحيلا، وهو الأمر الذي سقط فيه حزب الأحرار حينما روج عدد من أعضائه فيديو آخر ينفون من خلال رفع شعارات في وجه أخنوش أمام الملك، وهو ما جعل تصرف التجمعيين يُجابه بكثير من السخرية من عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي. وأشارت المصادر إلى أن تورط الياس العماري في استهداف أخنوش بين يدي الملك كان واضحا، مؤكدة أن تصرف المرافق والمصور الخاص بالعماري لا يمكن أن يأتي من تلقاء نفسه، كما أن موقعا بالجهة معروف بقربه من إلياس العماري هو أول من نشر الخبر وقام بالترويج له على نطاق واسع، معتبرة أن أمر الشعارات ليس اعتباطيا بل هو أمر مدبر. إلى ذلك، استغرب عدد من المتتبعين من تفاعل حزب الأحرار مع الفيديو، إذ في الوقت الذي اعتبر فيه المدير العام للمقر المركزي للحزب مصطفى بايتاس أن "حادث طنجة سابقة خطيرة تنم عن استخفاف كبير بقيم المغاربة وتعكس قلة حيلة أصحابها وجبنهم السياسي وعدم امتلاكهم شجاعة المواجهة"، حتى تم بعد ذلك الترويج إلى أن الفيديو مفبرك من طرف عدد مهم من أعضاء حزب الأحرار، وهو ما رد عليه نشطاء بأن الفيديو "الأصلي" الذي روجه التجمعيون هو المفبرك. وتساءل هؤلاء لماذا يصر أعضاء حزب الأحرار على عدم مواجهة الياس العماري الذي اتهموه في الساعات الأولى بالوقوف وراء شعارات "ارحل"، والانتقال في مقابل ذلك إلى التشكيك في الفيديو والقيام بحملة اعلامية من أجل إثبات أنه مفبرك، وهو ما يخالف الأمر الواقع، وهو ما علق عليه الصحافي أحمد الأرقام بقوله: "الأحرار نية أو تالفين أو خايفين أو واكلين بفمهم الثومة".