إن كان مكفولا لهيرفي رونار أو لغيره حق الاستغراب أو حتى الطعن في حجم الإنتقادات التي طالته، وخصوصا خلال المعسكر التدريبي للأسود بالإمارات العربية المتحدة خلال الأسبوع المنصرم، حيث أكد على أنها المرة الأولى التي يعيش فيها كل هذا النوع من الضغوط قبل بداية منافسات الكأس الإفريقية”. إنما مع ذلك لا يقبل أبدا أن ينقص”رونار” من قيمة المنتخب المغربي و يصرح علانية وهو يتحدث خلال الندوة الصحافية التي أجريت بعد زوال يومه الأحد بقاعة الندوات التابعة لملعب أوييم بالغابون،(يصرح) بما معناه ألا حق للمغاربة في انتقاده وفي رفع سقف المطالب باعتبار أن المنتخب المغربي لم يحقق نتائج جيدة طيلة السنوات الماضية ، و إن كنا نتفق سلفا على هذا الطرح ، فإنه لا يصح أخلاقيا، وليس من اللائق أبدا ولا من الذكاء في شيء أن تذهب”السير ونار” للندوة الصحفية بالغابون، وبدل تقديم فريقك وترفع من معنوياته تبادر لتنتقص من قيمته و أنت على أبواب خوض المنافسات القارية. ليس من الذكاء في شيء التصريح أمام الصحافة القارية “أن المطالب الكبرى والرغبة في تحقيق الانتصارات الدائمة تكون مع المنتخبات الكبيرة مثل غانا أو الكوت ديفوار”( ملمحا إلى إحرازه الكأس رفقة هاتين المنتخبين)، وهو أيضا امتداح ضمني لهاته المنتخبات واستنقاص ضمني إن لم نقل واضحا، من قيمة المنتخب الوطني الذي وارد جدا أن يتقابل مع أحد هاذين الفريقين أو سواهما خلال مجريات هاته الكأس الإفريقية. هنا نظرية المدرب و الإطار الوطني تطفو على السطح و تفرض نفسها علينا بقوة وتجد مصوغاتها للإقناع و للوقوف في وجه كل من يبرر لنفسه و للمغاربة، ضرورة اختيار المدرب الأجنبي لأسباب (قابلة للأخذ و الرد على كل حال) ، هذا قبل الخوض في الحس الوطني الذي بالضرورة يتمتع به المدرب / الإطار “ولد البلاد”، مع ما يفرضه ذلك من التفاني و الاستنصار للقميص وللكفاءة الوطنيتين. و بالعودة للناخب الوطني، فان كان من حقه الاعتراف بكل واقعية بصعوبة مباراة الأسود أمام المنتخب الأنغولي و اعتبارها جد هامة في بقية مشوار دور المجموعات. فلم يكن مجبرا أن يسترسل “السي رونار” ليستعرض منجزات هذا الفريق في معرض مداخلته بالندوة قائلا :” …منتخب كونغولي الذي احتل الرتبة الثالثة في نسخة “الكان” الأخير، وفاز بكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين” وكأنه عوض أن يستنهض همم الفريق الذي هو ناخبه الوطني، يصفق و يثني على مسار الفريق الخصم لنخبة الأسود في أول مباراة لها بالكان” !!!!!، وذلك لا يستقيم “السي ر ونار” إلا لأحد أمرين، إما إحباط عزائم الخصم و تخويفه و الحال أنك مدرب هذا المنتخب الخصم و إما أنك تجد مصوغات قبلية لتبرير ما قد تأول إليه هاته المباراة لا قدر الله. ومن زاوية أخرى ، فإن حق للناخب الوطني أن يدافع عن لاعبي منتخبه الذين اختارهم للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا 2017، إنما ليس إلى حد اختلاق فتنة و تصوير الأمر ” السي رونار” و كأنه لا أحد يحترم عناصر المنتخب الوطني ، وخصوصا خلال ندوة رسمية، وفي ظرفية حساسة جدا . والحالة هاته فنحن بغير حاجة لاختلاق فتنة و فتور ما بين عناصر المنتخب الوطني و بين نشطاء الصحافة الرياضية و الإلكترونية منها على الخصوص، وبالمقابل يبدو أن “السي رونار” بحاجة لنذكره، بأن انتقاد الإعلام و الشارع العام للاعبي المنتخب الوطني ليس إلا غيرة عليهم ،وعلى مؤداهم التقني داخل رقعة الملعب ولدفعهم لبدل المزيد ، من أجل تشريف القميص الوطني و الكرة المغربية التي ربما لا يعنيك منها غير تعويضاتك المادية . و كل ذلك لا يصح أخلاقيا في حق منتخب، استأمنك على أمل شعب بأكمله في تطوير مستوى كرته على الأقل إن كان حلم إحراز الكأس الإفريقية الثانية و حملها إلى المغرب، بدا صعبا عليك في هاته التجربة أيها الناخب الوطني. وختاما ،ما يثر الاستغراب حقيقة “السير ونار” هو اكتشافك أخيرا بأرض الغابون ، أن خطة التسريبات الجانبية باتت مستحيلة و قررت خلال الندوة الصحفية ،و في ذات الظرفية الحساسة أقل من يومين عن أول مباراة للأسود (تقرر) أن تغير خطة لعب المنتخب بشكل كلي على حد تصريحه ، و هل من مدرب بتجربتك أو حتى أقل قليلا، لا يضع نصب عينيه إكراه الغيابات أو الإصابات و إعداد البدائل لذلك مسبقا ؟