وصلت قضية الطريق الجهوية الرابطة بين مدينتي العيونوالسمارة الملقبة ب"طريق الموت" إلى البرلمان، في وقت يحضّر فيه نشطاء المدينتين توقيعات من أجل رفع عريضة إلى سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، وفق القانون التنظيمي المتعلق بتحديد شروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم العرائض إلى السلطات العمومية. وأكدت النائب البرلمانية حياة سكيحل في سؤال وجهته لعبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك أن "الطريق الجهوية الرابطة بين مدينتي العيونوالسمارة تعرف تدهورا خطيرا بسبب ضيقها واهترائها وكثرة منعرجاتها وهو ما تسبب مرات عديدة في حوادث سير مميتة ومازالت نسبتها في الارتفاع للأسف". وأوضحت النائبة البرلمانية أن الطريق كانت قد ساهمت بفك العزلة عن مجموعة من أقاليم العيون وبوجدور والداخلة على إثر الفيضانات التي عرفتها سنة 2016 جراء تدمير قناطير وادي الساقية الحمراء مما أضحت الشريان الرئيسي لولوج الشاحنات المتوجهة للمناطق الجنوبية وإفريقيا. واستدركت البرلمانية عن الأقاليم الصحراوية أن هذه الطريق تعاني من انعدام التشوير ما عدا الخط الموجود في وسط الطريق وبعض العلامات المعدودة على رؤوس الأصابع، موضحة أن ذلك يشكل خطرا على مستعملي هذه الطريق خصوصا بالليل، مساءلة وزارة النقل حول التدابير المتخذة لتوسيع الطريق وإنقاذ الأرواح. وأكد النائب السابق عن الأقاليم الصحراوية محمد سالم البيهي، أن الساكنة نظمت وقفتين احتجاجيتين بمحطتي المسافرين بمدينتي السمارةوالعيون، موضحا أن نشطاء توجوا تلك المسيرتين بجمع توقيعات وصلت إلى 1400 توقيع، مضيفا أن الرهان الأساسي هو جمع 5000 توقيع لرفع عريضة لرئيس الحكومة. وأوضح الناشط السياسي أن مطالب نشاط المدينتين هي توسيع الطريق الجهوية لتبلغ 9 أمتار باعتبارها شريان الحياة المتدفق عبر الصحراء في اتجاه موريطانيا، إضافة إلى تأهيل مستوصف جماعة الخطاري وتوفير سيارة إسعاف به، بقصد التدخل في الحالات التي تحدث على الطريق. وكشف البيهي عن سقوط 6 قتلى في الطريق خلال يومين أو ثلاثة، موضحا أن حصيلة الحوادث بالطريق مقلقة، مضيفا أن الإشكال هو أن الطريق رغم الصيانة المتتالية التي شهدها مازال على حاله، متهما جهات لم يعينها بالاسم بإرساء صفقات الصيانة على متهمين بالفساد. وأرجع الناشط السياسي الحالة المتردية للطريق إلى مرور الشاحنات المشتغلة في فوسفاط بوكراع بحمولتها الثقيلة إلى جانب اهتراء الطريق بسبب الفيضانات وعوامل طبيعية أخرى، مطالبا بالاهتمام بالطريق الوحيدة التي تشكل رابط التنمية مع موريطانيا ومنها إلى إفريقيا، بالإضافة لكونها مسار تحرك الجيش والمواطنين.