بعد الإعلان الأخير للسيد بنكيران عن وصول مشاوراته مع السيد أخنوش للنفق المسدود ، يلوح في الأفق و بقوة احتمال إعادة الانتخابات ، و هو خيار لن يفرز نظرا لطبيعة النظام الانتخابي المعمول به خريطة سياسية جديدة تسمح بتشكيل حكومة أفضل من التي يمكن تشكيلها الآن ، ببساطة نقول لكل هؤلاء و أولئك اتفقوا على أية صيغة لتشكيل الحكومة ، المهم أن يتم تشكيلها لنتفرغ لحديث آخر . سواء كان بنكيران رئيسا أو كان غيره رئيسا ، وسواء شارك حزب الاستقلال أو لم يشارك ، و سواء شارك حزب الإتحاد الدستوري أو لم يشارك ، فالمغاربة سيكونون بلا شك أمام نفس الوضع اقتصاديا و اجتماعيا ، لأن سياسات البلد تخضع لإكراهات الالتزامات المالية مع البنك الدولي و غيره من المؤسسات التي تحكم قبضتها على جل القطاعات الحيوية بالبلاد . الملك انتخبه الشعب ضمنيا رئيسا للدولة بواسطة التصويت على الدستو، لذلك فحتى نوفر علينا مالنا العام ونوفر على أعصابنا عناء الحديث، من الأفضل أيضا أن يتم تشكيل حكومة كفاءات وطنية بعيدة عن التطاحنات الإديولوجية والسياسية التي لا نحتمل أن نتفرج عليها خلال ولاية حكومية أخرى . نعم نريد حكومة الرجل المناسب في المكان المناسب ، حكومة علم و خبرة ، وليس حكومة ترضيات وخطابات ... ليكن حتى خيار إعلان سلسلة مباريات لانتقاء أفضل الكفاءات كوزراء بدل استنزاف الوطن بسلسلة مشاورات غامضة يكثر فيها من القيل و القال ما لا يشرف إطلاقا صورة البلد في الخارج ، ثم لا تأتي في الأخير إلا بوزراء لا علاقة علمية لهم بالقطاعات التي يدبرونها ، ناهيك عن تدني المستوى العلمي و الأخلاقي للبعض منهم ، مما يحول للأسف الحكومة و البرلمان إلى مسرح كبير للضحك و السخرية، بل إلى حلبة مفتوحة يرتفع فيها صوت العراك والتناطح بدل ارتفاع صوت الحكمة و العلم في مقارعة المسألة التنموية للبلاد . الخلاصة أية إعادة للانتخابات لن تكون إلا اعتداءا على أموال المغاربة مرة أخرى ، ولن تكون إلا لعبا على أعصاب المواطن الذي سئم عملية التصويت كل خمس سنوات و ما بالنا أن نطالبه بالتصويت مرة أخرى بعد أشهر فقط من الانتخابات الأخيرة ...