أوضحت والدة التلميذ إبراهيم بن منصور الذي كشف تعرضه لاعتداء من طرف رجل سلطة وأفراد بالقوات المساعدة بمدينة طنجة، أن ابنها عاجز نهائيا عن الحركة والكلام، ويحاول تحريك أطرافه فقط لحظة تناوله الدواء، دون ذلك يظل في حالة شلل تام، حيث لا زالت يرقد بمستشفى محمد الخامس منذ أيام. وقالت الأم في اتصال لجريدة "العمق"، إنها عرضت إبراهيم على طبيب نفسي صباح اليوم الإثنين، وتبين أنه وصل إلى حالة نفسية صعبة جدا لا يمكن تصورها، مضيفة أن الطبيب النفسي طالب الأسرة بمنع الجميع من زيارة الابن أو الحديث معه إلا بعد تناوله الأدوية وموافقته على الأمر. وأشارت المتحدث إلى أنها تنتظر منحها وثيقة إدارة المستشفى من أجل نقل ابنها إلى الرباط للبحث عن العلاج المناسب، وذلك في حالة استمرار وضعه الصحي كما هو عليه الآن، لافتة إلى أن العلاج الذي يتلقاه حاليا بمستشفى محمد الخامس بطنجة، ليس إلا إبرا للتهدئة. وتابعت قولها: "طالبنا إدارة المستشفى بمنحنها شهادة طبية تظهر مدة العجز لدى ابني، وشهادة من أجل الترويض الطبي، ووثيقة لنقله إلى الرباط في حالة عدم تحسن وضعه، لكننا لا زلنا ننتظر ردهم"، موضحة أن إدارة المستشفى تستعد لإعداد تقرير شامل عن الوضع الطبي للمعني بالأمر. وتعرض التلميذ إبراهيم بن منصور لحالة نفسية حادة مع حالة كآبة وانهيار عصبي حاد، يمكن أن يترك آثارا نفسية مدى الحياة، ناتجة عن تعدي وقع يوم 21 أبريل على الساعة السابع و14 دقيقة، حسب ما جاء في شهادة طبية موقعة من طرف طبيب نفسي بطنجة يوم 24 أبريل الماضي، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منها. وكانت الأم قد كشفت في تصريح سابق لجريدة "العمق"، أن مسؤولين لا تعرفهم، يقفون عند باب الغرفة التي يتواجد بها ابنها بمستشفى محمد الخامس بطنجة، ويمنعون الجميع من زيارته باستثناء والديه وأشقائه، دون أن يوضحوا السبب، مضيفة أن والده يعيش ظروفا نفسية صعبة بسبب ما وقع لابنه، خاصة وأنه مصاب بمرض السكري. وأكدت في الاتصال ذاته، عدم منح ابنها أي شهادة أو وثيقة طبية جديدة تكشف خطورة الإصابات التي تعرض لها، باستثناء شهادة طبية سابقة تثبت عجزه لمدة 16 يوما، مشيرة إلى أن ابنها البالغ من العمر 19 عاما، يشتكي مرارا من آلام حادة على مستوى البطن والرأس، التلميذ إبراهيم بن منصور الذي يتابع دراسته بالسنة أولى باكالوريا مهنية بالثانوية التأهيلية "الحنصالي" بطنجة، كان قد كشف تعرضه لاعتداء عنيف من طرف رجل سلطة بمرتبة قائد رفقة عناصر بالقوات المساعدة، يوم 21 أبريل المنصرم، وذلك داخل المحل التجاري لوالده، أثناء حملة أمنية قامت بها السلطات ضد البائعين الجائلين "الفراشة" بحي بني مكادة. وأوضح التلميذ الذي يقوم بمساعدة والده في العمل كل نهاية أسبوع، أنه حاول إدخال بعض المنتجات التي كانت معروضة خارج المحل، قبل أن يقتحم قائد المنطقة المحل ويقوم بدفع الشاب ويصفه ب"الكلب"، وهو ما جعل الأخير يحتج، متابعا بالقول: "القائد قال لرجال القوات المساعدة "ديو عليا الكلب" وقاموا بالاعتداء علي داخل سيارة الأمن بالضرب المبرح على مستوى الرأس وكافة أنحاء جسدي، ما أدى إلى سقوطي في حالة غيبوبة والتسبب في عاهة مستديمة". والد التلميذ المذكور، وجه شكاية إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة، اتهم فيها القائد المعني ورجال القوات المساعدة ب"محاولة اغتصاب ابنه والاعتداء عليه بالضرب المبرح، ما تسبب له في أزمة نفسية حادة"، مطالبا بإحالة المشتكى بهم على العدالة لتقول كلمتها في حقهم، لافتا إلى أنه يجهل سبب الاعتداء، خاصة أن ابنه "تلميذ مجتهد وموشك على احتياز الامتحان الجهوي، لكن المرض النفسي الذي تسبب له فيه القائد، حرمه من الوقوف على رجليه أو الحركة أو الكلام".
وقررت وزارة الداخلية عبر ولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة، توقيف القائد الذي اعتدى على التلميذ المذكور، وتسبب له في إصابة خطيرة، فيما رفض القائد المعني التعليق على الموضوع في اتصال لجريدة "العمق"، بينما دعا نشطاء إلى تنظيم احتجاجات تضامنا مع التلميذ المعتدى عليه. جريدة "العمق" حاولت أخذ وجهة نظر القائد المعني حول الحادثة، إلا أنه رفض التعليق على الموضوع في اتصال لجريدة "العمق"، مكتفيا بالقول إنه لا يمكنه الحديث حاليا عن تفاصيل هذه الواقعة وتداعياتها. ودخلت هيئات حقوقية على خط حادث الاعتداء، مطالبين الدولة بفتح تحقيق ومعاقبة كل من تورط في الاعتداء، مشيرين إلى أن التلميذ تعرض لشلل شبه كامل في الحادثة، معلنين انتداب محامين لمتابعة الملف أمام القضاء. وكان المئات من تلاميذ الثانوية التأهيلية "الحنصالي" بطنجة التي يدرس بها التلميذ إبراهيم، قد احتشدوا رفقة نشطاء وسكان الحي، في وقفة احتجاجية تنديدا بحادثة الاعتداء التي تعرض لها زميلهم، مرددين هتافات تصف ما وقع ب"الحكرة والظلم"، مطالبين بمعاقبة المتورطين في الحادثة، حيث شارك في الوقفة التلميذ بن منصور من على كرسي متحرك رفقة والديه.