وقع المغرب، اليوم الأربعاء، الاتفاق المتعلق بإقامة منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، الذي يعد أبرز نقطة في جدول أعمال القمة الاستثنائية العاشرة للاتحاد الإفريقي، التي افتتحت أشغالها اليوم بالعاصمة الرواندية كيغالي، حيث وقع الاتفاق رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي يقود الوفد المغربي المشارك في القمة. العثماني اعتبر أن المغرب جدد مرة أخرى، التأكيد على التزامه الثابت والموصول من أجل إفريقيا، من خلال هذا التوقع، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يعكس التزام المملكة من أجل إفريقيا، وانخراطها التام في مسلسل تنمية واندماج القارة. وأوضح رئيس الحكومة، الذي يقود الوفد المغربي المشارك في القمة، أن توقيع هذا الاتفاق من طرف رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، يشكل لحظة تاريخية تطبع مرحلة حاسمة في مسار الاندماج الإفريقي، حسب قوله. وأشار إلى أن توقيع هذا الاتفاق ليس سوى بداية، حيث ستعقبه محادثات من أجل دخوله حيز التنفيذ قبل متم السنة الجارية، لافتا إلى أن هذا الاتفاق يهدف إلى إحداث سوق مشتركة للسلع والخدمات، هي الأكبر على الإطلاق منذ إنشاء منظمة التجارة العالمية، مبرزا أن هذا الهدف يتماشى مع رؤية الملك محمد السادس، وسياسة المغرب الرامية إلى تحقيق الإقلاع الاقتصادي واستقرار ورخاء القارة. اقرأ أيضا: العثماني يأخذ "سيلفي" رفقة بوريطة والجزولي في انطلاق قمة كيغالي وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، قد حل أمس الثلاثاء بالعاصمة الرواندية كيغالي، للمشاركة في القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي حول منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، بعد يوم واحد من مشاركته في الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة للمنتدى العالمي للماء، أمس الإثنين، بالعاصمة البرازيلية "برازيليا". ويضم الوفد المغربي المشارك في هذه القمة برئاسة العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالتعاون الإفريقي، وكاتبة الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلفة بالتجارة الخارجية، وعددا من المسؤولين والخبراء. رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فاكي محمد، كان قد دعا في افتتاح القمة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، إلى توقيع هذا الاتفاق "التاريخي" الذي يفتح الباب أمام إقامة أكبر سوق مشتركة للسلع والخدمات، منذ إحداث منظمة التجارة العالمية. وقال: "إنها لحظة لا مجال للتردد فيها، وهنا أدعو جميع الدول إلى التوقيع بدون تأخير على الاتفاق الخاص بمنطقة التبادل الحر القارية الإفريقية"، معربا عن أمل مفوضية الاتحاد الإفريقي في دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ قبل نهاية السنة الجارية. وستساهم منطقة التبادل الحر هاته في إحداث سوق مشتركة للسلع والخدمات لفائدة أكثر من مليار مستهلك مع ناتج داخلي خام مركب يتجاوز 3000 مليار دولار، كما ستساهم في ارتفاع نسبة التجارة الإفريقية البينية إلى 52 بالمائة في أفق سنة 2022، وستمهد الطريق لإحداث اتحاد جمركي بعد أربع سنوات ، ومجموعة اقتصادية إفريقية في أفق 2028. وأبرز موسى فاكي محمد أنه بالنظر إلى انعكاساتها على مجموع القارة الإفريقية، فإن الاندماج الاقتصادي لا يستجيب فقط للتطلعات الإفريقية الناشئة، وإنما أضحى خطوة أساسية للإقلاع الاقتصادي للقارة، حسب قوله.