كم هو جميل، أن تكون لنا ذاكرة وأن نكتشف رمزية حضورنا السياسي لسنوات في ركح عمته الاختلافات. شذراتك تفوح منها رائحة الحقيقة، وصدق المساهمة في بناء مغرب مستقل. عايشتم ملوكا ثلاث، وعايشتم الاحتلال ، وناضلتم في حزب الاستقلال، قبل أن تقودكم الاختلافات إلى طريق آخر هو الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وبعده الاتحاد الاشتراكي. سيدي: ذاكرتكم، هي ذاكرة استقلال المغرب، وذاكرة الخروج من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، على حد تعبير قائد معركة الاستقلال المغفور له محمد الخامس. اعتبركم سيدي عرابا للديمقراطية، ومهندسا رائعا للبناء التنموي محاميا كنتم وصحافيا وسياسيا ألمعيا، ولا اعتبر أن ذاكرتكم فقط هي أحاديث فيما جرى، بل هي قراءة لتاريخكم المنقولة بأمانة إلى الأجيال اللاحقة. شكرا لمروركم، وافتخر أن منظمتنا "ماتقيش ولدي" كان لها شرف استقبالكم في مقرنا بالدار البيضاء ذات أمسية، وعبرتم عن هم هذا الوطن فيما يخص طفولته. ستبقى سيدي، صوتا مستقلا حاضرا، وعهدا أن لا يكون ما عبرتم عنه فقط ذاكرة أو حكاية…