يبدو أن لغة التحفظ التي كان الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران ينهجها خلال السنوات الماضية، بدأت تنفك، حيث لم يتوان زعيم البيجيدي في أقوى خروج إعلامي بعد اعفائه من تشكيل الحكومة، في توجيه رسائل عديدة إلى من يهمهم الأمر، سواء داخل حزبه أو إلى خارجه. رسالة إلى الملك عاد الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، إلى إثارة الجدل بحديثه المتكرر عن الملك محمد السادس وعلاقته الخاصة به، حيث أشار في هذا السياق إلى حزب العدالة والتنمية هو وفي للملكية وسيبقى ذلك، غير أن قال في هذا السياق: "حنا ملكيين ولكن ماشي مخازنية". وأضاف بنكيران في كلمة له على هامش الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السادس لشبيبة الحزب، أمس السبت في الرباط، إن المخزن يوجد فقط في القصر، مشيرا إلى أن الملك يعرف حزب العدالة والتنمية جيدا، وأن موقف البيجيدي من الملك لا يتغير بتغير موقف الملك منه. وكشف بنكيران أن الملك محمد السادس كان يغضب منه أحيانا، غير أنه شدد على أنه لا يمكن أن يتخذ أي موقف الملك لأنه مرتبته فوق الوالدين ولا يمكن أن يغضب منه إذا غضب هو منه، داعيا أعضاء الحزب إلى التشبث بالوفاء للملكية وحفظ مكانتها، ومساعدتها على خدمة الوطن. ودعا بنكيران الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، إلى حل حزب العدالة والتنمية في حال طلب منه الملك ذلك فقط، مهاجما خصوم الحزب السياسيين، قائلا إنهم أكثروا من استهداف الحزب والتضييق، معتبرا أن تصرفات بعض أعضاء أحزاب الأغلبية هي "بسالة"، محذرا من الحزب لا يمكن أن يستمر في السكوت عن تلك الاستفزازات. إلى أخنوش سخر بنكيران، من رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، مسُائلا إياه عن "الشوافة" التي أخبرته بأن حزبه سيتمكن من الفوز بالانتخابات التشريعية لسنة 2021، حتى يتعامل معها حزبه أيضا من الآن. كما تساءل بنكيران، عن الجهة التي منحت ضمانات لأخنوش بالانتخابات المقبلة، أم أن أخنوش يريد تكرار تجربة الحزب المعلوم في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة. وخاطب بنكيران أخنوش قائلا: "خلي خدمتك تبان عليك وما تخلعناش راه حنا مكنخافوش"، متسائلا لماذا أصبح أخنوش زعيما بين عشية وضحاها، مضيفا في الآن ذاته موجها كلامه لأخنوش: "خليني نقول ليك بأن زواج المال بالسلطة خطار على الدولة". إلى لشكر وحزبه لم يتوان بنكيران أيضا في مهاجمة خصمه السياسي الذي ساهم في إفشال تشكيل حكومته، ويتعلق الأمر بإدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي دعاه بنكيران إلى أن يعرف قدر نفسه. وقال بنكيران: "لا يمكن لحزب أكملوا له بمشقة فريقه البرلماني أن يفرض هيمنته على حزب له 125 نائبا برلمانيا"، موجها كلامه للشكر قائلا: "أنت أيضا لا تخيفنا ببلطجتك، فنحن لسنا مشاركين في لعبة السومو اليابانية". إلى أنصار حزبه شدد بنكيران من خلال كلمته على ضرورة أن يتجاور الحزب المرحلة الماضية وأن يتم تناسيها، مشيرا أن الحوار الذي تعتزم الأمانة العامة فتحه في المستقبل بين أعضاء الحزب يجب أن يركز فقط على المستقبل وألا يتم التطرق إلى ما حصل في الفترة الماضية. كما دعا بنكيران أعضاء الحزب إلى التمسك بالوحدة وبالمرجعية الإسلامية، مشددا على أن المرجعية الإسلامية هي كل شيء ولن يمل من التذكير بها، معتبرا أنها تحمل معاني العدل والانصاف، وأن لا يوجد دين أو أيديولوجية يمكن أن تأتي بما أتى به الإسلام. كما شدد بنكيران من خلال كلمته على أنه لا يمكن تسليم حامي الدين إلى خصومه السياسيين الذين يثيرون قضية تورطه في قتل اليساري أيت الجديد في الثمانيات، معتبرا أن محاولة محاكمته من جديد هو أمر سياسي فقط، لا يستهدف حامي الدين وحده بل يستهدف الحزب جميعا، قائلا بلغة حازمة: "ماغديش نسلمو ليكم خونا حامي الدين".