لقد وصلنا إلى زمن تغيرت فيه العديد من الأمور والمبادئ ، ولكن سأقتصر فقط على إشارات دون أخرى ، ولعل أبرز شئ يأرق بالي ويدعوه إلى التفكير، كيف لهم أن يبيعوا ويشتروا ذمم إخوتهم مقابل أهداف وأجندات قد تكون شخصية أو خاصة بأحد آخر ؟ كيف لهم أن يستغلوا فقر وضعف وأمية الآخرين الذين قدر لهم أن يعيشوا هذه الظروف؟ أسئلة كثير تحيرني ولعل العديد من المتتبعين قد يشاطرونني الرأي والتساؤل، ولكن قد نجد الأغلبية ناقمة عن الوضع والتجأت إلى الصمت وتتبع الأمور عن بعد، وفئة أخرى لازالت تدافع وتصارع من أجل قول كلمة الحق رغم قلتها وصوتها الخفي، إلا أن دلك لم يثنيها عن مواصلة النضال من أجل تحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية وتقليص التفاوتات الطبقية … التي تحاول تجزئ المجتمع إلى أقطاب ومستعمرات إقتصادية ورأسمالية … أليس من نبل الأخلاق والضمير الإنساني أعزائي المتتبعين أن تكون ضمائرنا بمثابة داك الدرع الواقي الذي سيقي ويحمي هذه الفئات من جشع وسمسرة الانتهازيين الحربائيين ، الذين لا يهمهم سوى تحقيق مصالحهم الخاصة ومصالح أسيادهم. إنهم لوبي لا تهمه هموم ومعاناة الآخرين بقدر ما تكون بمثابة جسر جوي لتهريب ثرواتهم. والأمر من كل ذلك تراهم يبتسمون ويحدثونكم عن النزاهة والاستقلالية والحرية والديمقراطية … وحال قلوبهم يقول عكس ذلك ، انه النفاق بعينه وهم يعلمون علم اليقين أننا نعلم أكثر منهم بداك الخطاب الإستحماري الذي لا يحترم عقول الآخرين ، بل يتفننون في عرضه في كل مناسبة بدون حياء ولا خجل . ولعل أخطر خطر يتهددهم ويهدد مصالحهم هو الوعي الأخلاقي ، لان الوعي لوحده أصبح غير كافي ، لان في مجتمنا هناك العديد من أشباه المثقفين أصحاب الشواهد بمختلف درجاتها ، تراهم أول من يمارس هذه الممارسات الاستحمارية . لذلك فالجانب الأخلاقي يلعب دور أساسي ومهم في درجات الوعي ، الذي ينعكس بدوره على سلوك وشخصية الفرد داخل المجتمع ، مما يولد لنا سلوكيات صحية وعقليات نظيفة تأثر بالشكل الصحيح على مسار تثبيت أسس الدولة الديمقراطية ، التي ترتكز على العدالة الاجتماعية التي تمهد لمجتمع متضامن . وأخيرا فأصحاب هذه الخطابات لا تقتصر على مجال أو قطاع بعينه ، بل تمتد إلى العديد من المجالات في مجتمعنا وحياتنا الخاصة ، ولكن درجاتهم تختلف من فئة إلى أخرى ، وهي الأخرى تتطور وتنموا كغيرها من الظواهر الاجتماعية التي كانت في السابق صغيرة ولا تكاد ترى .. لتبرز وتسود وتهيمن .. احترموا عقول الآخرين ، فالقاع بات مزدحما.