قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إن الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، تتابع وضعية المغاربة العالقين بليبيا، وتشتغل بجدية كبيرة وبتعاون مع كافلة المؤسسات المعنية بهذا الملف، قصد إنجاح عملية ترحيل المواطنين المغاربة إلى أرض الوطن في ظروف تحفظ سلامتهم. وأوضح الخلفي، في ندوة صحفية أعقبت المجلس الحكومي، زوال اليوم الخميس بالرباط، أن الوزارة المعنية تعمل من أجل إنجاح الترحيل على غرار العملية السابقة التي أسفرت عن عودة 200 مغربي قبيل عيد الأضحى عبر طائرتين خاصتين تم استئجارهما عبر الوزارة، مشيرا إلى أن هناك تخطيطا من أجل أن تنجح العملية الثانية كما نجحت الأولى. وتابع الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، قوله إن "هناك لجنة بإشراف الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، تضم مختلف المعنيين بالموضوع وتشتغل بشكل مكثف وقطعت مراحل متقدمة في العمل، لضمان عودة مواطنينا وأبنائنا في ظروف جيدة وآمنة"، على حد قوله. يأتي ذلك بعدما طالب المركز المغربي لحقوق الإنسان، "الحكومة المغربية بتشكيل خلية أزمة، للنظر في موضوع المغاربة المحتجزين لدى السلطات الليبية، والعمل على معالجة قضيتهم في أسرع وقت ممكن، قبل فوات الأوان، خاصة وأن الديار الليبية لا زالت تشهد توترات سياسية وعسكرية". واعتبر المركز في بلاغ له، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن "ما يتعرض له المواطنون المغاربة المحتجزين بمراكز الاحتجار بليبيا، في ظل الصمت المريب من لدن الحكومة المغربية، وصمة عار على جبين هذه الأخيرة، وإهانة ممنهجة للمواطن المغربي، الذي تستباح كرامته، دون أن يحضى بالحماية اللازمة". ودعا المركز الحقوقي السلطات الليبية بالإفراج الفوري عن المحتجزين، ما لم يتورطوا في جريمة يعاقب عليها القانون، أو إحالتهم على القضاء، ليقول كلمته بشأنهم، وفي احترام تام للقانون وللمواثيق الدولية، ذات الارتباط، مطالبا الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية المغربية، بتظافر الجهود من أجل إرغام السلطات الليبية على إطلاق سراح المحتجزين المغاربة.
ودخل أزيد من 233 مهاجرا غير شرعي، من المغرب، محتجزين بمركز الإيواء التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بطرابلس، في إضراب عن الطعام، منذ الاثنين الماضي، وذلك احتجاجا على تأخر الحكومة في التدخل لترحيلهم إلى المغرب، وقالت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، إن "عملية المواطنين المغاربة من ليبيا يحظى بالأولوية"، مؤكدة حرصها على أن تتم العملية وفق المساطر الضرورية، فيما وجهت المنظمة الديمقراطية للشغل عاجلة إلى وزير الخارجية والتعاون المغربي وإلى رئيس المنظمة الدولية للهجرة من أجل الإسراع بترحيل وعودة 260 شاب وشابة مهاجرين إلى أرض الوطن، بعد أن ظلوا محتجزين منذ مدة في السجون الليبية.