ندد حزب الحركة الشعبية بشدة، "مزاعم وزير الخارجية الجزائري واتهاماته الباطلة في حق بعض المؤسسات المغربية التي تشتغل وفق القوانين الوطنية والمعايير الدولية المعمول بها في كل أنحاء العالم"، معتبرا أن رئيس الديبلوماسية الجزائرية يمارس المكر. وأشار حزب "السنبلة" أن إلى عبد القادر مساهل، تعمد اختيار هذا الوقت بالضبط تزامنا مع جولة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، إلى الصحراء للتأثير على هذه الزيارة التي تسعى إلى وضع حد لمسلسل النزاع المفتعل بخصوص الصحراء المغربية، وكذا مع الاستعدادات لقمة الاتحاد الأوروبي وإفريقيا المزمع انعقادها قريبا في ابيدجان. وعبر الحزب في بلاغ له اليوم الأحد، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منه، عن ارتياحه لقرار الدولة المغربية استدعاء سفيرها لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية للتشاور، معلنا تضامنه اللامشروط مع المؤسسات الوطنية المستهدفة من قبل وزير الخارجية والتعاون الجزائري بدون أي سند. الحركة الشعبية رفضت "رفضا قاطعا هذه التصريحات الخطيرة"، مستنكرة "كل هذه الإفتراءات التي تفتقد إلى المسؤولية وتضرب العلاقات الثنائية التاريخية وأخلاق الجوار بين البلدين بعرض الحائط"، واصفة تصريحات مساهل حول موضوع المبادرات السياسية للمملكة المغربية في إفريقيا، بأنها "شاردة". وكان وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، قد اتهم "البنوك المغربية بتبييض أموال الحشيش في دول إفريقية"، قائلا في كلمته أثناء أشغال جامعة "الافسيو" بالعاصمة الجزائر، إن "المغرب الذي يصفه البعض كمثال ناجح للاستثمار في إفريقيا، يقوم في الحقيقة بتبييض أموال الحشيش عبر فروعه البنكية في القارة"، بحسب تعبيره. ولم يكتف الوزير الجزائري بتلك الاتهامات، بل أقحم القادة الأفارقة ونقل على لسانهم بأنهم يقولون إن المغرب ليس هو "المثال الذي يحتذي به في إفريقيا بالنظر لاستثماراته"، مضيفا أن "لارام لا تقوم فقط بنقل المسافرين عبر رحلاتها إلى دول إفريقية"، وأن "كثيرون يتحدثون عن المغرب وتواجده في أسواق الدول الإفريقية لكن في الحقيقة المغرب ما كان والو". وذكر بلاغ لوزارة الخارجية المغربية، أنه "على إثر التصريحات الخطيرة التي أدلى بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية والشعبية، حول موضوع السياسة الإفريقية للمملكة المغربية، تم مساء الجمعة استدعاء القائم بالأعمال بسفارة الجزائر بالرباط إلى مقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي". وأوضح بلاغ وزارة بوريطة، أنه "تم إبلاغه بالطابع غير المسؤول بل و"الصبياني" لهذه التصريحات التي صدرت، فوق ذلك، عن رئيس الدبلوماسية الجزائري الذي يفترض فيه التعبير عن المواقف الرسمية لبلاده على الصعيد الدولي".