لعل ما نسمعه ونراه كل يوم من أحداث سيئة -بل كارثية- سبب في روحنا المتدمرة ونفوسنا المكتئبة. ولعل السبب الحقيقي في ذلك يكمن في بعدنا عن الدين وضياع الوجهة الصحيحة والغاية من تواجدنا، ألا وهي عبادة الله إلى أن نلقاه راض عنا ليكون بذلك مثوانا الجنة برحمته وفضله. إنه لمن المحزن جدا أن نفتح أعيننا في كل لحظة على كارثة من الكوارث وعلى خبر يكاد لا يستوعبه العقل، خبر يشد نفوسنا ويحزن قلوبنا، بل ويجعلنا نتأكد تماما أننا في سجن مخيف، لا نكاد نخرج منه سالمين. كل يوم حدث جديد، بل حدث مريب... اغتيال وقتل وانتحار، دماء وجثت، ذبح، تقطيع، حرق وتعذيب، وطحن. كل ذلك بدواعي واهية، إدمان وتخدير، طمع ورشوة و"حكرة". دواعي تجسد جيدا مدى بعدنا عن الدين ومدى تدميرنا للثوابت والقيم الأخلاقية والدينية أتساءل دائما .. متى الخوف من الله؟ متى نخشى الله فيما نفعل؟ متى نستحضر وجود الله في تعاملنا وحوارنا وعملنا بالسراء والدراء؟ أتساءل متى يستوعب ذاك المقبل على الانتحار أن روحه ملك لله تعالى، وأنه كان بالأحرى عليه صيانتها ورعايتها؟ متى يقتنع كل مهدد بجسده إما حرقا أو شنقا أو سقوطا من أعلى قمة أو تسمما أن لا أحد ولا شيء يستحق ذلك الفعل مدام خالقنا حرمه. متى نسترجع روح المودة والرحمة والعطف داخل أسرنا، فلا نسمع إبنا قتل أمه، ولا أما قطعت أبناءها الصغار؟ متى يحترم رجل السلطة ذاك المواطن البسيط الضعيف الذي لن يستطيع ارشاءه لقضاء حاجاته المشروعة دون "حكرة"؟ بل ومتى يتوقف ذلك الشرطي أو الموظف أو الطبيب أو المواطن نفسه عن تقديم رشوة أو طلبها؟ متى نرضى بما قسمه الله لنا دون طمع ولا شغف ولا اتباع للشهوات والأموال ودون حب للسلطة والتجبر والطغيان؟ ألا تخشون يوما تجد فيه كل نفس ما قدمت من شر محضرا؟ وما الحياة الدنيا إلا اختبار يعقبه تواب أو عقاب، جنة أو نار جزاء بما اقترفته أنفسكم وبما تعملون. فعجبا لنفس لا تخشى الله فيما تفعل!!