وصلت بحر الأسبوع الجاري 15 حافلة كهربائية لمدينة مراكش، مستوردة من جمهورية الصين الشعبية، والتي تدخل ضمن الحافلات العالية الجودة التي يمتلكها المجلس الجماعي للمدينة الحمراء، وينتظر أن تشتغل على محورين اثنين يربطان أطراف مدينة مراكش بمركزها. وكما سبق أن صرح النائب الرابع لعمدة مدينة مراكش المكلف بالتدبير المفوض، في حوار سابق مع جريدة "العمق"، فقد حصلت شركة التنمية المحلية التابعة للمجلس على 15 حافلة منتصف شهر أكتوبر، وستبدأ العمل خلال الأيام المقبلة قبل انطلاق مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية "كوب 22". وتتميز الحافلات ذات الجودة العالية أو ما يطلق عليه في الدول الأوروبية "الحافلة سريعة التردد"، بنظام نقل يوفر خدمة سريعة، كما تتميز بسعتها الكبيرة واستعمال طريق خاصة بها، ويهدف المشروع الذي كان من المنتظر أن يرى النور على عهد المجلس السابق الذي ترأسته فاطمة الزهراء المنصوري من حزب الأصالة والمعاصرة، إلى الجمع بين سعة وسرعة القطارات الخفيفة أو نظام المترو، مع مرونة وسعر وبساطة نظام الحافلات. وحسب مصدر من مجلس مدينة مراكش، ستشتغل الحافلات العالية الجودة التي تعمل بالطاقة الكهربائية خلال فترة تجريبية تستمر إلى ما بعد "كوب22"، بالموازاة مع حافلات النقل الحضري الحالي دون أي تغيير في الخطوط والنظام الحالي. ومباشرة بعد المؤتمر العالمي للمناخ، ومع وصول الدفعة الثانية من الحافلات للمدينة الحمراء، سيعرف نظام النقل الحضري بمراكش تغييرا في مسارات الخطوط، حيث يركز المخطط الجديد على إيصال المواطنين بالحافلات العادية من وسط الأحياء إلى نقط مرور الحافلات العالية الجودة التي تمر على مسارين، الأول بين مرجان المسيرة وباب دكالة، والثاني من حي المحاميد إلى وسط المدينة. وأكد أحمد المتصدق في حواره السابق مع جريدة "العمق"، أن سعر التذكرة لن يعرف أي تغيير في الوقت الراهن، كما أن تذكرة واحدة تكفي لاستخدام الحافلات العادية وإكمال المسار في الحافلات العالية الجودة، مشددا أن هذا النظام سيكون مؤقتا إلى غاية سنة 2019 حيث ستنتهي عقدة شركة "ألزا" الإسبانية المكلفة بتدبير النقل الحضري بمراكش مع مجلس المدينة، وبعدها سيعمل المجلس على تفويض القطاع وفق دفتر تحملات محكم وأكثر وضوحا ودقة. وأضاف أن المجلس بعد تأسيسه لشركة تنمية محلية تهتم بالقطاع، يسعى إلى امتلاك حافلات النقل الحضري، والتي ستكون مستقبلا كلها كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية، فيما سيتم إعطاء حق الامتياز لتدبيره لشركة خاصة عبر نظام الكراء في مرحلة أولى تستمر إلى غاية سنة 2019، لينتقل بعدها إلى نظام أكثر احترافية وفق دفتر تحملات عالي الدقة يشمل قطاع النقل الحضري كاملا بالمدينة، وليس فقط خط الحافلات العالية الجودة. إلى ذلك، أفاد نائب العمدة أن الأشغال ستنطلق قريبا في إضافة خطين اثنين، الأول على مستوى شارع علال الفاسي والثاني في اتجاه مدينة تامنصورت ليكون مجموع خطوط الحافلات ذات طول 18 متر هو أربعة خطوط. وعزى المتصدق تأخر انطلاق العمل بالحافلات العالية الجودة التي تندرج ضمن مشروع "مراكش الحاضرة المتجددة" الذي دشنه الملك محمد السادس في يناير 2014، إلى عدم قدرة مجلس المدينة خلال السنوات الماضية على تسديد الديون المترتبة عن المشروع، إضافة إلى تأخر دعم وزارة الداخلية. مضيفا أن حزب المصباح عمد بعد حصوله على رئاسة المجلس الجماعي لمراكش عقب الانتخابات الجماعية الأخيرة، إلى اعتماد الحافلات الكهربائية بدل التي تعمل بالمحروقات، مشددا أنها ستربط بالتيار الكهربائي عبر مقاطع على طول الطريق لتفادي العمل بنظام البطارية. من جهة أخرى، أكد القيادي في حزب المصباح أن مجلس جهة مراكشآسفي سيكون شريكا في المشروع بنسبة 35 في المائة، من أجل فتح أفق نقل جهوي، وقال "لما لا تصبح الشركة جهوية على غرار الشركات الوطنية، وهذا ما تسعى إليه الجهوية المتقدمة في جميع القطاعات".