كشفت الانتخابات الاخيرة بما لا يحمل الشك ، بان المغرب كنظام مازال لم يحسم موقفه من الاختيار الديمقراطي، وان الحديث عن اجهزة للتحكم اليوم، اصبح واقعا مشاهدا امام مرأى ومسمع الكل. انتخابات عرفت انتصارا لحزب العدالة والتنمية ،الامر الذي تنبأ له كل العقلاء ،الذين رأوا في اعطائه فرصة ولاية ثانية شيء طبيعي بحكم نتائجه الايجابية ، مقارنة مع باقي الحكومات السالفة ، شهادة اقرها ملك المغرب ، في رسالة تلاها والي بنك المغرب ،في أشغال الدورة الأربعين لاجتماع محافظي البنوك المركزية و مؤسسات النقد، في الدول العربية الذي انعقد بالرباط. انتخابات كشفت بؤس الخطاب الحداثي المتنور ، وكيف اتخذوا من المرجعية الاسلامية لغريمهم فزاعة لتخويف الناخبين من مستقبل المغرب في ظل حكم العدالة والتنمية، دون ان يجدوا حرجا في طلب دعم تيار سلفي يعتبرونه بوقا للتطرف ، لكن اصوات ناخبيه حلال واهله حرام. انتخابات كشفت بالملموس ،بان اعوان السلطة احد ضحايا هذا النظام ، فوضعيتهم الاجتماعية وغياب اية حماية قانونية تحميهم من الشطط ، تدفع بهم بان يكونوا ادوات لتنزيل بعض الصفحات من كتاب التحكم ، وما قام به البعض منهم لصالح الحزب المعلوم كما تبين من خلال بعض المشاهد على الفضاء الازرق ، ما هو الا جزء من الكل. انتخابات كشفت لنا بان بعض اشباه المناضلين والمتحررين ودعاة الديمقراطية والعدالة ، يتنصلون لكل هذه القيم اذا كان الغريم اسمه العدالة والتنمية، فالكل ابتلع لسانه لخروقات انتخابية واضحة وضوح المصباح المنير في الظلمات ، المهم ،هو تحقيق الفوز، والباسه لبوس الانتصار بان الشعب اختار ،ولو ان الكل يعلم لو تحقق ما كانوا ينتظرون لكان اختير للشعب بدل ان يختار. انتخابات اعطت مصداقية لخطاب مقاومة التحكم ، وبان هناك من يريد ان يفرغ الملعب من كل من يجيد تسجيل الاهداف ، فسياسة الشباك الفارغ تحقق الانتصار لفريق لا يجيد اللعب.