قدم محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ووزير الشغل والإدماج المهني في حكومة العثماني، اعتذارا إلى كل من لطيفة البوحسيني وحسن طارق وعبد الصمد بلكبير، بسبب مقاله الذي انتقد فيه مواقف الشخصيات اليسارية الثلاثة، قائلا: "اعتذر مباشرة لهم إن كان قد فهم من كلامي أي تعريض أو تحريض عليهم – حاشا لله". ورغم اعتذاره، هاجم يتيم في توضيح نشره الموقع الرسمي لحزبه، زميلته في الحزب آمنة ماء العينين التي كانت قد اعتذرت في تدوينة لها للبوحسيني وطارق بسبب مقال يتيم، قائلا في هذا الصدد: "لست في حاجة لمن يعتذر عني أو عن الحرب كما ورد في بعض التعليقات"، في إشارة ضمنية إلى تدوينة ماء العينين. وقال يتيم في توضيحه: "وصلتني بعض الملاحظات تتعلق بما ورد في مقالي المنشور بموقع الحزب تحت عنوان: ملتقى الشبيبة ومدرسة العدالة والتنمية، وبالخصوص حين قلت بأن الحزب لن يرضى خشية أن ينعت ب"المخزنية" سيرضى لنفسه أن يضطلع بدور كاسحة ألغام، ولا بالذي سيتطوع بالعودة بالبلاد إلى تاريخ تنازع وصدام مع الملكية أكل فيه أوفقير الثوم بفم حركة بلانكية وأنتجت سنوات رصاص كان يضرب في الاتجاهين". وأشار إلى أن مقاله "تضمن فقرة أشارت إلى مشاركة فعاليات من خارج الحزب منهم فعاليات يسارية منهم المناضلة السيدة البوحسيني التي وصفتها بالغيورة وعن السيد حسن طارق و السيد عبد الصمد بلكبير"، لافتا إلى أن ما أورده "لا يمس بأي حال من الأحوال من تقديرى للأسماء التي أشرت إليها، وليس فيها حسب اقتناعي اَي تعريض أو تقليل من نزاهة ومصداقية الأسماء المشار إليها". وتابع قوله: "ليس من الضروري ان تكون هذه الأسماء معنية بكل ما قلت في الفقرة الأولى وان كلامي في الفقرة الثانية خاصة ورد مشروطا بثبوت ذلك عليهم وهو الشيء الذي لم اجزم به حيث انني قلت في المقال انه "ان كانوا – لا سمح الله – يبحثون في العدالة والتنمية عن ذلك الحزب الذي افتقدوه في اليسار، وفِي أمينه العام عن المهدي بن بركة، أو ابراهام السرفاتي، فليس حزب العدالة والتنمية الذي يرضى ان يضطلع بهذا الدور"، وهو ما أخرجه البعض عن سياقه وسعى الى تحميله أكثر مما يحتمل". وأوضح أن الأمر يتعلق بنقاش فكري سياسي وليس نقاشا يستهدف اشخاصا أكن لهم كامل التقدير والاحترام، وكما أننا لا نضيق لانتقاداتهم فلا بأس أن يتسع صدرهم لانتقادات، علما أن كلامي قد ورد في سياق بسط فكرة رئيسية وقضية منهجية مفادها أن تقييم أداء الحزب ينبغي أن يتم في ضوء المنطلقات المنهجية والفكرية التي ينطلق منها وباعتباره حزبا إصلاحيا وليس ثوريا ، وليس من منطلقات اخرى، حيث أشرت إلى أن الحزب لم يرفع ولا يرفع شعار الملكية البرلمانية وبن كيران لم يرفع ولا يرفع هذا المطلب، حسب قوله. وأضاف أنه نوه بالانفتاح على حساسيات وفكرية وأيديولوجية من خارج الحزب، قائلا: "السيدة البوحسيني قد وجهت انتقادا صريحا لبعض اختيارات الحزب وتدبير التفاوض في تشكيل وللمجموعة التي فوضت في ذلك، ومن بينها كاتب هذا التوضيح، ولا يمكن عقلا ان افعل ذلك وافعل نقيضه اَي التعريض بالاشخاص أو المساس بهم أو التقليل من احترامهم". الوزير الذي أثار مقاله انتقادات من طرف بعض قياديي حزبه، قال إن ما كتبه ليس سوى "امتداد للنقاش المفتوح حول الوضع السياسي في المغرب بعد إعفاء رئيس الحكومة الأسبق إثر البلوكاج، وهو النقاش الذي كان ملتقى الشبيبة فضاء له، ونوهت في نفس المقال على الانفتاح، وينبغي ان يدرج في هذا الإطار وأن لا يحمل أكثر مما يحتمل". وأكد يتيم أن "وجود فعاليات مستقلة وشريفة عن يمين أو يسار العدالة والتنمية، بما في ذلك الأسماء المشار اليها، هو امر إيجابي في الحياة السياسية بحيث انه يمكن لتلك التعبيرات ان ترى ما قد لا يراه من مشارك في العملية السياسية ومن داخل التدبير الحكومي"، وفق تعبيره. وكان المقال الأخير لمحمد يتيم، قد أثار انتقادات لاذعة من طرف بعض قادة حزبه ومجموعة من الأعضاء، حيث قدمت البرلمانية آمنة ماء العينين اعتذارا إلى البوحسيني وطارق اللذان هاجمهما يتيم، معتبرة أن حزب العدالة والتنمية "ليس محفظا في اسم أحد، وليس في ملك مناضليه ولا قياداته"، فيما تساءل حسن حمورو عضو المجلس الوطني للحزب، عن مبدأ "التعاون مع الغير على الخير" الذي أصل له يتيم، قائلا: "هل هذا "الخير" أصبح هو بضع حقائب وزارية في حكومة "انقلابية" على نتائج الانتخابات؟". وفي ردها على الانتقادات التي وجهها إليها يتيم، قالت الناشطة اليسارية لطيفة البوحسيني، إن هناك بعض "السياسيين" ممن يتوفرون على "كفاءة" وحيدة وواحدة، هي تلك المتعلقة بالسب والقذف، وفق تعبيرها. واعتبرت الكاتبة والحقوقية في تدوينة لها اليوم الأحد، تحت عنوان "كفى فقرا سياسيا ويتما روحيا أيها السيد محمد يتيم"، أن يتيم الذي وصفته ب"المتيم في عشق الكرسي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، خصوصا في سياق تردي حقيقي للوضع السياسي ببلادنا، يضيق صدره من النقد الموجه له ولأمثاله ممن قبلوا المشاركة في أغلبية حكومية مغلوب على أمرها". وهاجم يتيم لطيفة البوحسيني وحسن طارق وعبد الصمد بلكبير، بسبب "بحثهم في العدالة والتنمية عن الحزب الذي افتقدوه في اليسار، وفي أمينه العام المهدي بنبركة، أو ابراهام السرفاتي"، وفق تعبيره، متهما شبيبة حزبه التي استضافت بعضا من هذه الشخصيات، بارتكاب "انزلاقات" في ملقتاها الوطني الذي اختتم أمس السبت بفاس. وقال يتيم في مقال نشره على الموقع الرسمي لحزبه تحت عنوان: "ملتقى الشبيبة.. ومدرسة العدالة والتنمية"، إنه "إذا كانت المناضلة الغيورة البوحسيني أو حسن طارق أو عبد الصمد بلكبير لهم رأي آخر أو يبحثون في العدالة والتنمية عن ذلك الحزب الذي افتقدوه في اليسار، وفِي أمينه العام عن المهدي بن بركة، أو ابراهام السرفاتي، فليس حزب العدالة والتنمية الذي خشية أن ينعت ب"المخزنية" سيرضى لنفسه أن يضطلع بدور كاسحة ألغام، ولا بالذي سيتطوع بالعودة بالبلاد إلى تاريخ تنازع وصدام مع الملكية أكل فيه أوفقير الثوم بفم حركة بلانكية وأنتجت سنوات رصاص كان يضرب في الاتجاهين". واتهم يتيم شبيبة حزبه بارتكاب "انزلاقات" في ملقتاها الوطني الذي اختتم أمس السبت بفاس، قائلان إن الملتقى "لم يسلم من بعض الهفوات والانزلاقات التي تحتاج إلى معالجة استنادا على أسس المنهج، الذي أشرنا لبعض معالمه والذي ينزعج البعض من التذكير به ويسخرون منه، ومن المتحدثين عنه"، مستشهدا بالمثال الذي يقول ‘الماء إذا بلغ قلتين لم ينجس".