يبدو أن خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى الثامنة عشر لتربعه على العرش، خطاب قوي وواضح في مضامينه وما يميزه فضلا عن محتواه هذه المرة كونه تم يوما واحدا قبل عيد العرش المجيد هو يوم الأحد، وهذه سابقة في تاريخ خطابات العرش التي هي عادة ما تكون عبارة عن تقيم لسنة مرت من العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي ...التي يقدمها ملك البلاد ويتطرق فيها لما هو قادم من الملفات، ولكن هذه المرة نظرا للظرفية السياسية التي يعشها المغرب ونقصد هنا تلك الأوضاع التي اعتملت منذ تسعة أشهر في محافظة الحسيمة والاحتقان الذي ساد هناك فرضت هذا الخطاب، كما نلاحظ انه لم يتطرق للقضايا الدولية التي تتعلق بالمغرب خاصة مسألة الصحراء والسياسة المغربية في إفريقيا. كما قلنا سابقا خطاب قوي أرسل العديد من الرسائل للأحزاب السياسية، هنا ذكر ما ذكره ذلك في الخطاب الذي ألقاه في شهر أكتوبر الماضي عندما افتتح الدورة التشريعية للبرلمان الجديد حيث انتقد انتقادا شديدا سلوك وتعامل الادارة مع المواطنين الذي قال فيه بأن الإدارة يجب أن تكون في خدمة المواطن، وانتقد ايضا الساسة هذه المرة زاد بالقول انه وهذه عبارة فيها دلالات كثيرة إذا كان ملك البلاد لم يعد مقتنعا بعمل بعض الأحزاب السياسية أو بعض السياسيين فما بالك بالمواطن. وانتقد أيضا تلك المقاربة التي أوصلت الأمر إلى هذا الوضع حيث وجدت قوات الأمن نفسها في مواجهة المواطنين الذين لم يعودوا يثق بعمل السياسيين أو الأحزاب السياسية حسب الدستور المغربي مهمتها بطبيعة الحال هي المشاركة في الانتخابات وتقديم مشاريع مجتمعية أخرى، ولكن مهمتها أيضا تأطير المواطنين و انتقد هذا الأمر حيث قال العاهل المغربي إن الأحزاب لم تعد تهتم بتاطير المواطنين الذي هو أيضا من ضمن مسؤوليتها فقط تهتم بعقد اجتماعات ومؤتمرات وحمالات انتخابية ليس إلا إذن خطاب قوي اعتقد ستكون له تبعات لأنه من ضمن فقراته قال بأنه ما يحدث لن يمر مرور الكرام وبأنه يزن كلماته و تكون للأمر بقية. هذا الخطاب أيضا أعاد الحديث عن الاستقالة مرتين وحديثه عن ضرورة تفعيل المبدأ الدستوري ألا وهو ربط المسؤولية بالمحاسبة، وكأنه تقديم قبلي أو أولي لرؤوس سياسية وإدارية ستسقط بسبب ملف الحسيمة أو غيره من باب التقصير، وإما لعدم النجاعة أو الفعالية لمدير داخل إدارة أو لمحاربة سياسوية ربما أنتجها حزب هنا أو هناك عطلت مشاريع كان يعول عليها المواطنون. وأشار الملك في خضم الخطاب إلى أسباب وربما جذور المشاكل التي وقعت في الحسيمة قال هناك صراعات حزبية وتصفية حسابات سياسية، والمقصود هنا عندما قال إن الأحزاب السياسية تتقدم إلى الأمام عندما تكون نجحت في بعض المشاريع لكنها تتوارى إلى الوراء وتعتبر انه هو المسؤول وبذلك تتقادم المسؤولية من وجهة نظرنا ويعتبر هذا الخطاب فيه الكثير من شد الأذن للفاعلين السياسيين والإداريين الفاشلين في مهامهم.