افتتحت، مساء اليوم الخميس بالمركب الثقافي بخريبكة، فعاليات الدورة السابعة عشرة للمهرجان الوطني لفن اعبيدات الرما، الذي تنظمه وزارة الثقافة إلى غاية 15 يوليوز الجاري، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. وتم خلال حفل افتتاح هذا المهرجان، الذي حضره وزير الثقافة والاتصال محمد الاعرج، وعامل إقليمخريبكة عبد اللطيف شدالي، ورئيس المجلس العلمي المحلي محمد السعيدي، ورئيس المجلس الإقليميلخريبكة امحمد زكراني، ورئيس الجماعة الترابية الشرقي الغلمي، ومدير الفنون بوزارة الثقافة عبد الحق أفندي وشخصيات أخرى، تكريم الشيخ عباس الجدراوي عن المجموعة التراثية الفنية لعبيدات الرما بوادي زم، والشيخ عبد القادر خبير عن مجموعة أولاد علي الواد بدائرة البرادية (إقليم الفقيه بن صالح)، وذلك اعترافا بمساهمتهما في الحفاظ على هذا اللون التراثي الأصيل ونقله إلى الأجيال الصاعدة. كما شهد الحفل تقديم عروض فنية لمجموعة من شيوخ فرق اعبيدات الرما بجهة بني ملال-خنيفرة، ووصلات غنائية للمجموعة الشعبية "اولاد بنعكيدة" والتي قدمت فقرات غنائية شعبية لقيت تجاوبا كبيرا من لدن الجمهور الذي حضر حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية والفنية. وقال وزير الثقافة والاتصال محمد الاعرج، في كلمة بالمناسبة، إن المغرب قطع أشواطا مهمة في تعزيز دور الثقافة كعنصر من العناصر الأساسية للمعادلة التنموية وخاصة الجهود التي انصبت في ما مضى على أعمال الصيانة والإنقاذ لمختلف التعابير الفنية التراثية، كما نجح في هذه العملية بتميز والتي ضمنت تكاثر وتشبيب مختلف الفرق التراثية بفضل شبكة المهرجانات والتظاهرات الفنية السنوية، مبرزا أن المرحلة الجديدة تقتضي تثمين هذه الفنون وإدراجها ضمن حلقات الصناعات الثقافية واقتصاد التراث، مع الحرص على صيانة الطابع التراثي لهذه التعابير بما يضمن الحفاظ على بصماتها الحضارية وحمولاتها العريقة. وأضاف السيد الاعرج أن التعاطي مع الثقافة والتراث يقتضي ورود تخطيط عقلاني، ليس للإبداع الذي تعد فيه الحرية شرط وجود، ولكن لإضفاء التجانس على التدخلات الثقافية للأطراف المختلفة بالشكل الذي يوحد أهداف السياسة الثقافية الوطنية والمشروع التنموي الشامل للمغرب الذي يواصل جهوده في تطبيق المضامين الثقافية للدستور. وأوضح أن غايات الحفظ والتثمين والتنشيط الثقافي والاقتصادي التي تسعى إليها هذه التظاهرات، والتي تتحقق على أرض الواقع باستمرار، يجب ألا تغفل جوانب البحث العلمي والاستقراء والتأليف والتدوين، مؤكدا أن البحث الأكاديمي في التعابير الفنية التراثية خاصة والثقافة الوطنية عموما، هو الكفيل باستجلاء مضامين مختلف مكونات الثقافة الوطنية، وبناء ذلك التراكم الكمي الذي يفرز الحمولات النوعية المولدة للقيم. وأكد الوزير، من جهة أخرى، أن برنامج هذه التظاهرة الذي يتسم بالغنى والتنوع، يعد مؤشرا على العناية التي توليها الوزارة وجميع المتدخلين للتراث اللامادي وللرأسمال الرمزي الوطني الذي يشكل بصمة تفرد وتميز المغرب عن باقي الشعوب، وهو ما ينبغي أن يشكل أيضا نقطة من نقط ارتكاز الوزارة للتفاعل والتنافس الدولي من أجل حجز المملكة المغربية لمكانتها اللائقة في التنمية والرقي والازدهار. وحسب المديرية الجهوية للثقافة بجهة بني ملال-خنيفرة فإن هذه الدورة، التي تنظم بتعاون مع عمالة الإقليم، والمجلس الإقليميلخريبكة، والمجمع الشريف للفوسفاط، والمجالس الجماعية لمدن خريبكة ووادي زم وأبي الجعد، تعرف مشاركة حوالي 50 فرقة تمثل أقاليم وجهات مختلفة من المملكة. ويمثل هذا المهرجان الوطني، الذي يعنى بجانب من الموروث الثقافي المغربي، ملتقى وطنيا سنويا لاستمرار التواصل بين شيوخ اعبيدات الرما والباحثين بهدف التعريف بهذا النمط الغنائي التراثي الذي يربط الماضي بالحاضر في تلاحم يجسد غنى الثقافة المغربية بمختلف تعبيراتها وأشكالها. ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي تشكل مناسبة للحث على الاهتمام بفرق ومجموعات اعبيدات الرما وتشجيعهم وتحفيزهم على مواصلة العطاء في هذا الفن التراثي الأصيل، عدة فقرات فنية وثقافية تتضمن، فضلا عن إحياء سهرات في كل من مدن خريبكة ووادي زم وأبي الجعد، تنظيم فقرات فنية لهذا التراث لفائدة نزلاء المؤسستين السجنيتين بخريبكة ووادي زم، وندوة فكرية بالكلية متعددة التخصصات حول موضوع "مكونات النسق الثقافي الوطني في تراث اعبيدات الرما"، وورشات تكوينية تهم "تقنيات اللعب المسرحي في فن اعبيدات الرما".