قالت مجلة "إيكونومست" البريطانية، إن الحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني بالمغرب أبانت عن عجزها في إيجاد حل للاحتجاجات التي تعيشها منطقة الريف منذ قرابة 8 أشهر، ما خلف استياء لدى سكان المنطقة، مشددة على أن العاهل المغربي، محمد السادس، يستحق "الكثير من اللوم"، بسبب قبضته الحديدية على السلطة. وأوضحت المجلة في تقرير لها بعنوان "احتجاجات المغرب تزداد سوءا" أن الحكومة المغربية فاقمت الوضع بالمنطقة ومن "حكرة" المحتجين، وذلك عندما اتهمتهم في أيار/ مايو الماضي بأنهم "انفصاليون" و"عملاء للخارج"، وقيامها بحملة اعتقالات لعشرات من نشطاء الحراك وعلى رأسهم زعيم "حراك الريف" ناصر الزفزافي. وقالت الأسبوعية البريطانية إن قرارات حكومة سعد الدين العثماني لم تزد من حدة الاضطرابات فحسب، بل أدت إلى انتشارها في العديد من المدن المغربية، بما في ذلك العاصمة الرباط، التي تظاهر فيها الآلاف من المواطنين في 11 حزيران/ يونيو الماضي دعما لحراك الريف، في أكبر تظاهرة للتعبير عن الغضب الشعبي في المغرب منذ "الربيع العربي" عام 2011. ولفتت المجلة إلى أن المحتجين يعتبرون حكومة العثماني "فاسدة وغير فعالة"، ناقلة عن أحد المتظاهرين قوله: "كنا ننتظر يد العون (من الحكومة) فتلقينا صفعة في الوجه". كما نقلت عن نشطاء الحراك قولهم إن الاستثمارات المحلية التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات، التي وعدت بها الحكومة في عام 2015، لم تتحقق بعد، مطالبين بالتحقيق في كيف تم إنفاق هذا المال"، كما طالبوا ب"الاجتماع مع ممثلي الملك محمد السادس، الذي أعرب عن استيائه وقلقه من تعثر مشاريع التنمية في الريف". ووصفت المجلة الاحتجاجات التي هزت شمال المغرب خلال الأشهر الثمانية الماضية بأنها "خلاقة"، وقالت إنها نجحت في خلق أشكال جديدة من التظاهر، فعندما قمعت الشرطة المتظاهرين في الشوارع نقلوا احتجاجاتهم إلى الشواطئ معتقدين أن الشرطة لن تلاحقهم، لكن في فاتح تموز/ يوليو الجاري نزلت قوات مكافحة الشغب بكامل عدتها إلى الشواطئ لملاحقة المتظاهرين وهم بلباس السباحة وكانوا يردون على الشرطة برشهم بالماء. من جهة أخرى، أكدت "إيكونومست" أن الملك محمد السادس مازال يحظى بشعبية بين المتظاهرين من سكان الريف، عكس والده الملك الراحل الحسن الثاني الذي سحق ثورة الريفيين في خمسينيات القرن الماضي ووصفهم ب"الأوباش". وأشارت المجلة إلى أن الملك محمد السادس اعترف بحقوق الأمازيغ وحاول تحويل الساحل الشمالي للمملكة إلى مركز للصناعة والتجارة، خاصة حول مدينة طنجة، لكن رغم ذلك "يبقى تقدم المنطقة بطيئا مع شكوى الناس من عدم تواصل السلطات المحلية معهم" بحسب الصحيفة. كما قالت الأسبوعية البريطانية إن العاهل المغربي، "يستحق الكثير من اللوم"، معللة ذلك ب "احتفاظه بقبضة قوية على السلطة، وأن قليلا من القرارات تتخذ محليا". وذكّرت المجلة بقائمة مطالب المحتجين وبالسبب الذي أجج الاحتجاجات الشعبية في منطقة الريف منذ ثمانية أشهر عندما تم سحق بائع السمك محسن فكري في شاحنة لطحن الأزبال، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مما أدى بالسكان إلى الشعور ب"الإهانة" والخروج إلى التظاهر في الشوارع مطالبين بالعدالة لفكري ولتنفيس الإحباط المكبوت الذي يحسون به نتيجة الفساد والتهميش الاقتصادي. وقالت الأسبوعية إن الإصلاح السياسي بالمغرب توقف ما جعل الحكومة غير مجهزة للاستجابة لتطلعات سكان المنطقة، مشيرة إلى أن "البلاد ما تزال مستقرة نسبيا، ومن غير المرجح أن تعاني من نسختها الخاصة من الربيع العربي". *عربي 21