شيع المئات من سكان مدينة تطوان، عصر اليوم الثلاثاء، جنازة "شهيدي المسجد" اللذان قُتلا في اعتداء شنه شخص مسلح على مسجد الأندلس بالمدينة العتيقة لتطوان، فجر اليوم، ووصف المشيعون الضحيتين ب"شهيدي المسجد". حضور كبير للأئمة وعرفت الجنازة التي انطلقت بشكل موحد من المدينة العتيقة، حضورا كبيرا لأئمة وخطباء المساجد بالمدينة، للمشاركة في تشييع المؤذن الذي سقط في "مجزرة الفجر"، إضافة إلى حضور باشا المدينة ورجال السلطة والأمن ومسؤولي الجماعة الحضرية. وأوضح قريب أحد القتلى، في تصريح لجريدة "العمق المغربي"، أن حالة صدمة وغضب تعيشها أسر الضحايا وساكنة المدينة العتيقة، خاصة وأن الجريمة وقعت في مكان مقدس وبالقرب من القصر الملكي، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المواطنين يتوافدون على منزلي القتيلين لتقديم التعازي. وكان شخص مسلح بسيف من النوع الكبير، قد اقتحم فجر اليوم الثلاثاء، مسجد الأندلس بحي القدس (الملاح سابقا) بالمدينة العتيقة بتطوان، واعتدى على المصلين مخلفا قتيلين من بينهم مؤذن المسجد، و3 إصابات إحداها خطيرة. توفير الأمن بالمساجد وطالب عدد من المشيعين أثناء الجنازة، بتوفير الأمن للمساجد وحماية أرواح المصلين من اعتداءات المنحرفين، في حين رفع بعض الشباب شعارات تطالب بحماية بيوت الله أثناء عودتهم للمدينة العتيقة بعد انتهاء الجنازة. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات لتوفير الأمن للمصلين في المساجد، خاصة في صلاة الصبح، حيث علق أحد النشطاء بالقول "لماذا لا يوفرون الأمن للمساجد كما يفعلون مع الحانات والملاهي الليلية". استقرار حالة المصابين وبخصوص وضعية المصابين، أوضح مصدر جريدة "العمق المغربي"، أن حالة المصاب الذي يوجد في غرفة العناية المركزة بمستشفى سانية الرمل، بدأت تتحسن وتتجه نحو الاستقرار، بعدما أجريت له عملية جراحية على مستوى الرأس، مشيرا إلى أن وضعية المصابين الآخرين أصبحت مستقرة. وأضاف المصدر ذاته، أن الضحية الثاني الذي فارق الحياة في المستشفى، لم يستطع الأطباء إنقاذ حياته رغم إجراء عملية جراحية له، نظرا لوجود جروح غائرة على مستوى الرأس، حسب قوله. المجرم في قبضة الأمن وأفادت السلطات المحلية لإقليم تطوان، أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المعتدي، كاشفة أنه من مواليد 1982 وخضع للعلاج النفسي خلال فترات مختلفة بمستشفى الأمراض العقلية بتطوان، حيث وضع رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة. وأوضح مصدر "العمق المغربي"، أن "سفاح مسجد الأندلس" أبدى مقاومة أثناء عملية اعتقاله من طرف رجال الأمن، قبل أن ينجحوا في اعتقاله داخل المسجد، وذلك بالموازاة مع احتشاد عدد كبير من ساكنة الحي أمام باب المسجد. وكان الشخص المهاجم في حالة غير طبيعية أثناء تنفيذه للاعتداء ضد المصلين، حيث رجحت مصادر الجريدة أنه كان تحت تأثير مخدر "القرقوبي". يُشار إلى أن المؤذن الذي قُتل في "مجزرة" مسجد الأندلس، في السبعينات من عمره ويعمل خياطا ويقطن بحي السويقة بالمدينة العتيقة، فيما القتيل الثاني يقطن بحي القدس قرب المسجد، وهو في السبعينات من عمره أيضا.