عرفت جلسة تقديم رئيس الحكومة للبرنامج الحكومي، مساء اليوم الأربعاء أمام نواب ومستشاري البرلمان، عددا من الكواليس التي أثارت انتباه الحاضرين بالجلسة العمومية المشتركة بين مجلسي النواب والمستشارين، تنوعت بين طرائف وتسجيل مواقف. حصاد.. دقة البروتوكولات أولى الكواليس التي رصدتها جريدة "العمق"، كانت لحظة التحاق وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بالقاعة، حيث أشار له وزير التربية الوطنية محمد حصاد، بالجلوس في الصف الأول بدل الثاني رفقة الوزير المنتدب في الداخلية نور الدين بوطيب، بينما جلس حصاد في الصف الثاني خلف رئيس الحكومة، في إشارة إلى أن وزير الداخلية السابق مدرك تماما للتفاصيل البروتوكولية ومُصر على تنفيذها بدقة. حامي الدين وجها لوجه مع لفتيت في مشهد ثاني انتقل المستشار البرلماني عن حزب العدالة والتنمية عبد العلي حامي الدين، من مكانه إلى الصفوف الأولى حيث يجلس الوزراء، من أجل مصافحة وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، حيث تبادلا أطراف الحديث وسط ضحكاتهما، في إشارة لا تخلوا من دلالات في ظل التوتر الذي ميز علاقة لفتيت بحزب المصباح في ولاية بنكيران. تصفيق حار على العثماني بمجرد مناداة رئيس مجلس النواب على رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، للصعود إلى المنصة لتقديم برنامجه الحكومي، اهتزت قاعة البرلمان بتصفيق حار ووقوف البرلمانيين والمستشارين من مختلف الفرق والمجموعات النيابية، في مشهد يوحي بأن العثماني وبرنامجه الحكومي سيحضى بإجماع أعضاء مجلسي النواب والمستشارين، باستثناء بعض نواب حزب الاستقلال الذين لم يقفوا ولم يصفقوا للعثماني في هذا المشهد. أخنوش يصفق على "إصلاح المقاصة" بعد أن أكد رئيس الحكومة أن الأغلبية قررت مواصلة إصلاح المقاصة من البداية وبدون تردد، صفق جل أعضاء مجلسي النواب والمستشارين، بمن فيهم وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، الذين يعتبر من أشد المعارضين لإصلاح المقاصة، وكان قد وضع أمام بنكيران شرط مراجعة هذا الإصلاح أثناء مشاورات تشكيل الحكومة. 38 دقيقة من التأخر عرفت جلسة تقديم البرنامج الحكومي تأخرا في انطلاقها وصل إلى 38 دقيقة، حيث كان التوقيت الرسمي لانطلاق الجلسة هو الخامسة، في حين أعلن رئيس مجلس النواب الانطلاقة الفعلية في 17:38، غير أن بعض البرلمانيين استغلوا هذا التأخر لأخذ صور مع الوزراء الذين التحقوا منذ البداية، خاصة لفتيت وحصاد والأعرج، في حين رصدت "العمق" انشغال نائبات برلمانيات من العدالة والتنمية بقراءة الكتب في انتظار انطلاق الجلسة، بينما انشغل جل النواب الآخرين بهواتفهم أو بدردشات ثنائية وجماعية. وزراء لا يقفون للأوروبيين مباشرة بعد ترحيب رئيس الجلسة بأعضاء اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، قام جل البرلمانيين والمستشارين وصفقوا على الضيوف، باستثناء الوزراء الذين ظلوا جالسين في أماكنهم بمن فيهم رئيس الحكومة، في مشهد أثار انتباه الصحفيين، وربما انتباه البرلمانيين الأوروبيين أيضا. الوزيرة العازبة.. والمتأخرة أثارت كاتبة الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلفة بالتجارة الخارجية، انتباه الجميع بعدما التحقت متأخرة بقاعة الجلسات العامة بمجلس النواب، حيث دخلت إلى القاعة بعد انطلاق كلمة العثماني بدقائق، وهو ما جعلها تحدث ارتباكا حين اضطر عدد من الوزراء إلى الوقوف للسماح للوزير العازبة بالمرور إلى مقعدها. وتعتبر الوزير الاتحادية رقية الدرهم، العضو الوحيد في حكومة العثماني التي حالتها العائلية غير متزوجة، بعدما فسخت خطوبتها من مسؤول إماراتي قبل أشهر قليلة. خروج ودخول أثناء كلمة العثماني رغم أن رئيس الحكومة كان منهمكا في إلقاء كلمته، إلا أن ذلك لم يمنع عددا من النواب والوزراء من الخروج والدخول إلى القاعة باستمرار، كان أبرزهم خروج الوزير المنتدب في الداخلية نور الدين بوطيب للمناداة على أحد العاملين في البرلمان من أجل مرافقة وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت أثناء خروجه من القاعة في إحدى اللحظات. وشرع مساء اليوم سعد العثماني في تقديم الخطوط العريضة لبرنامج الحكومي خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية تفعيلا للفصل 88 من دستور 2011، حيث ستتم مناقشته في جلسات أخرى، قبل المصادقة عليه لتكون الحكومة منصبة بشكل دستوري.