غير بعيد عن مركب "نور"، بورزازات، الذي يعتبر أحد أكبر مجمعات الطاقة الشمسية بالعالم، لا يزال سكان دوار "إسيدان إيزدار"، قبيلة "أيت حمو"، التابع لجماعة "وسلسات تازناخت"، بإقليمورزازات، بدون كهرباء ولا ماء ولا طريق معبدة، وتواجه ساكنته مشاكل متعددة، لخصتها، في "التهميش والتمييز والتفقير والقمع الإداري بحيث لا تتمتع بأبسط الحقوق التي يضمنها الدستور وتضمنها الكرامة الإنسانية". وقالت ساكنة الدوار المذكور في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق"، إن أزيد من 140 شخصا يعيشون بدوار "إسيدان إيزدار"، محرومون من شبكة التزود بالكهرباء، ورغم تعاقب المجالس الجماعية، لا شيء تغير، بل إن بعض رؤساء المجلس الجماعي أهملوا طلب الساكنة كنوع من العقاب"، مضيفين أن "المنطقة التي لا تبعد إلا ب 80 كلم عن ورزازات وب 36 كلم عن مركز تازناخت تعاني من انعدام الماء الصالح للشرب خصوصا في فصل الصيف". وأوضح الحسين أيت مريم، رئيس جمعية "إسيدان إيزدار – أيت حمو" للتنمية، أن ساكنة المنطقة تعاني من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، مما يتطلب تعميق البئر الوحيدة التي تزود السكان بالماء الصالح للشرب والمحدود عمقها في 30 مترا"، مضيفا أنهم سبقوا أن تقدموا بطلب الحصول على ترخيص سنة 2015 لتعميق البئر المذكورة من مواردها الخاصة إلا أن الطلب تم التعرض له على مستوى قيادة وسلسات من أطراف و لأسباب تجهلها الساكنة". " نعاني من مشكل غياب التغطية الكهربائية حيث مازالت الساكنة تعتمد على استعمال الشموع وقنينات الغاز والفتيل للإنارة، كما تتحسر وهي في سنة 2017 ولم تستفد قط من البرامج الوطنية الهادفة إلى حل مثل هذه الأزمة"، يقول رئيس الجمعية. واستغرب أيت مريم، أن يكون إقليمورزازات عاصمة للطاقات المتجددة ويحتضن أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم في حين أن إحدى المناطق التي تنتمي إليه غير مزودة بالكهرباء ولا تبعد عن الدواوير المزودة بالكهرباء إلا بضع كيلوميترات. ولا تعاني المنطقة فقط من انعدام الربط بالماء والكهرباء فقط، بل إن انعدام طريق معبدة تربط القرية بمركز الجماعة، يجعل منها منطقة معزولة خصوصا في فصل الشتاء، عند هطول الأمطار، على حد تعبير الفاعل الجمعوي، مضيفا أن "ساكنة المنطقة هي التي تقوم بإصلاح الطريق بامكانيات جد بسيطة". ويطالب سكان المنطقة أيضا بإحداث قسم لمحو الأمية، وتوفير سيارة إسعاف لتمكين المرضى والنساء الحوامل من التنقل الى المستشفى الاقليمي يدي احساين الذي يبعد عن الدوار ب 80 كييلومتر "حيث لا يزالون يمتطون الدواب للإسعاف بسبب غياب وسائل النقل البديلة"، على حد تعبير الحسين أيت مريم. ومن جهته، أكد أحمد الباقير، رئيس المجلس الجماعي لوسلسات، في تصريح لجريدة "العمق"، أن الجماعة جميع منازل دوار "إيسيدان إيزدار" مزودة بالآبار والصهاريج المائية والتي تكلف الجماعة 10 ملايين ل 3 الى 4 أسر، لكون المنازل متباعدة فيما بينها. وأوضح الباقير، أن مشكلة الدوار المذكور أنه أسره البالغة أزيد من 60 أسرة تتوزع على شكل تجمعات سكنية متفرقة، حيث أن كل أسرة تبعد عن الأخرى لمسافات طويلة، وأن تزويدهم بالكهرباء سيكلف الجماعة ميزانية كبيرة مع العلم أن ميزانية الجماعة ضعيفة. وأشار المتحدث، ذاته أن الجماعة اقترحت على ساكنة الدوار تزويدهم بالطاقة الشمسية كباقي الدواوير المجاور لهم، غير أنهم رفضوا المقترح، مصرين على تزويدهم بالكهرباء، مؤكدا أن الجماعة في تواصل دائم مع المكتب الوطني للكهرباء وسيتم تزويدهم بها مستقبلا. وأكد رئيس جماعة وسلسات، أن من أولويات الجماعة في هذه الفترة هو فك العزلة عن الدواوير التي تعرف كثافة سكانية كبيرة، مشيرا أن الجماعة أنجزت لحد الآن 83 كيلومتر من الطرق القروية.