تمكن باحثون من زراعة مجموعة من خلايا البنكرياس التي تضم خلايا إنتاج الأنسولين، حيث استطاعت هذه الخلايا من حماية مرضى السكري من النوع الأول من أي انخفاض محتمل في نسبة السكر في الدم. وأشار الباحثون القائمون على الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية Diabetes Care أن زراعة هذه الخلايا أمر قابل للتطبيق كعلاج محتمل لمرضى السكري من النوع الأول، والذين يعانون من انخفاض حاد في مستويات السكري في الدم لديهم أو ما يعرف بنقص السكري في الدم "Hypoglycemia". ليس هذا وحسب، بل أوضح الباحثون أن زراعة خلايا البنكرياس بإمكانها تخليص مرضى السكري من النوع الأول من عناء علاج الأنسولين طوال حياتهم. هذا وتحدث الإصابة بمرض السكري من النوع الأول عندما تكون خلايا "بيتا" الموجودة في خلايا البنكرياس غير قادرة على إنتاج الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم. بالتالي مرضى هذا النوع من السكري يكونون بحاجة إلى تلقي علاج دائم بالأنسولين، سواء من خلال حقن يوميا او استخدام مضخات الأنسولين لمساعدتهم في تنظيم مستويات السكر في الدم. وبالرغم من تلقي العلاج، إلا أن بعض المرضى لا يستطيعون السيطرة على انخفاض مستويات السكر لديهم، ليصابوا بنقص السكر في الدم، وهو انخفاض مستويات السكر لديهم الى ما دون 70 mg/dL، وعادة ما يترافق هذا الأمر مع بعض الأعراض مثل التعرق والارتباك وضعف البصر، ولكن بعض المرضى قد لا تظهر عليهم هذه الأعراض ليكونوا أكثرعرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة مثل النوبات والغيبوبة وحتى الوفاة. وبين الباحثون أنه وبالرغم من الحصول على رعاية صحية مثلى، إلا أن 30% من مرضى السكري من النوع الثاني لا يدركون خطورة انخفاض نسبة السكر في الدم لديهم، مما يستدعي الحاجة لوجود علاجات بديلة للمرض. واستهدف الباحثون في دراستهم 48 مريضا بالسكري من النوع الأول، والذين يعانون من نقص السكر في الدم بالرغم من تلقيهم العناية الطبية والعلاج. وخضع جميع المشتركين لزراعة خلايا البنكرياس من متبرعين سليمين صحيا، وبعد انتهاء عملية الزراعة، بدأت خلايا "بيتا" المتواجدة داخل هذه الخلايا في إنتاج الأنسولين، ولكن كانت بحاجة لبعض الوقت لتعمل بالكفاءة اللازمة، لذا اضطر المرضى للاستمرار في تلقي العلاج بالأنسولين إلى ذاك الوقت. خلال الدراسة، احتاج 25 مشتركا للخضوع لزراعة خلايا البنكرياس للمرة الثانية، في حين خضع مشترك واحد للزراعة للمرة الثالثة. وتم تتبع جميع المشتركين لحوالي سنتين بعد الزراعة. بعد السنة الأولى وجد الباحثون ان 88% من المشتركين حافظوا على مستويات طبيعية تقريبا من السكر في الدم ولم يواجهو أي نقص في السكر، وبقيت النتائج مماثلة ل 77% من المشتركين بعد سنتين من الخضوع للزراعة. وأكد الباحثون أنه بعد السنة الأولى من الخضوع لزراعة خلايا البنكرياس لم يكن 52% من المشتركين بحاجة لعلاج الأنسولين، مما يجعل زراعة هذه الخلايا خيارا مناسبا للعديد من مرضى السكري من النوع الأول. روسيا اليوم