دعا الرئيس السوري بشار الاسد الخميس الى "تعاون دولي حقيقي وصادق" للتغلب على الارهاب وابرز تجلياته تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي يتصدى له منذ اكثر من شهرين تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة. جاءت تصريحات الاسد في وقت قال فيه وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أن النظام السوري "استفاد بشكل غير مباشر من التحالف الدولي الذي تقود الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية" وقال الاسد خلال لقائه ممثلين لحزب البعث الحاكم ان "المنطقة تعيش مرحلة مفصلية". واعتبر في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ما "سيحدد وجهة 'هذه المرحلة' هو صمود الشعب السوري في وجه ما يتعرض له ووقوف الدول الصديقة إلى جانبه إضافة إلى قناعة أطراف دولية أخرى بخطورة الإرهاب على استقرار المنطقة والعالم وصولا إلى تعاون دولي حقيقي وصادق في وجه هذه الآفة الخطيرة". واكد ان "الوضع الدولي فاقد للرؤية في المرحلة الحالية خاصة بعد الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها 'داعش' (الدولة الاسلامية) التي لم يأت وجودها من فراغ وإنما جاء نتيجة تراكم السياسات الخاطئة والعدوانية من قبل أطراف الحرب على سوريا والتي كرست دعم وتسليح وتمويل المنظمات الإرهابية والتكفيرية بهدف تدمير سوريا وضرب وحدة الشعب السوري وأمنه واستقراره". ويشير الرئيس السوري بذلك الى الدول التي تدعم مقاتلي المعارضة السورية وفي مقدمها الولاياتالمتحدة وفرنسا والسعودية وتركيا وقطر. من جانب آخر قال تشاك هيغل خلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات الأميركية أن "الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي خلق حالة من الفوضى في سوريا"، مؤكداً أن "لا حل عسكري للأزمة السورية ولا بديل عن الحلول الدبلوماسية". واضاف "لا أحد يرغب في حكومة فشلت فشلاً ذريعاً في سوريا، ومسألة الكيفية التي سيترك الأسد من خلالها السلطة تحمل أهمية بالغة". بدوره قال السفير الأميركي السابق إلى سوريا روبرت فورد أن "الضربات الجوية الهادفة إلى تحطيم قوة تنظيم الدولة الإسلامية، تدعم وتعزز النظام السوري الذي يرأسه بشار الأسد". وتأتي تصريحات الاسد قبل ستة ايام من زيارة سيقوم بها وفد سوري رفيع لموسكو برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم حيث سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف مناقشة "افكار روسية" تتعلق باطلاق مفاوضات للسلام في سوريا. وقال رئيس تحرير صحيفة "الوطن" القريبة من السلطة وضاح عبد ربه ان "اللقاء سيبحث بشكل خاص الافكار التي تطرحها موسكو من اجل جمع المعارضة والدولة للبدء بحوار اولي من شانه تفعيل العملية السياسية المتوقفة منذ جنيف". واضاف "ان الامر لا يتعلق بمبادرة روسية حتى الان بل بافكار من اجل احياء العملية. ويتوجب دراسة هذه الافكار مع السوريين قبل وضع الخطة التي يجب ان تحظى بموافقة الاممم المتحدة". وكانت صحيفة "الوطن" نقلت عن مصدر دبلوماسي عربي في موسكو قوله ان "الخطة الروسية تعتمد على عقد حوار سوري سوري في موسكو يحضره اضافة إلى الوفد الرسمي السوري عدد من الشخصيات المعارضة من الداخل والخارج وفي مقدمتهم 'الرئيس الاسبق للائتلاف المعارض' معاذ الخطيب". وذكرت الصحيفة ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اكد ان روسيا تجري الاتصالات اللازمة مع الجهات المعنية لتحديد موعد ل"مؤتمر موسكو" لتسوية الازمة السورية.