انطلقت، اليوم الخميس ببيروت، أشغال المؤتمر المصرفي العربي السنوي لعام 2014، بمشاركة رؤساء وحكام البنوك المركزية وقيادات مصرفية وخبراء ومتخصصين في مجالات التنمية والاقتصاد، في عدد من البلدان العربية والأجنبية، من بينها المغرب. ويتناول هذا المؤتمر، الذي ينظمه، على مدى يومين، اتحاد المصارف العربية، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب ومصرف لبنان (البنك المركزي)، ويشارك فيه من المغرب المدير العام للمجموعة المهنية لبنوك المغرب الهادي شايب عينو والمسؤول عن الدراسات الاقتصادية ببنك المغرب موحسين الحجراوي، "التحولات الجارية في بلدان شهدت تحولات سياسية والتي أدت إلى تفاقم حجم التحديات الاقتصادية والتنموية التي كانت سائدة قبل الأحداث". كما سيتم خلال هذا المؤتمر، الذي نظم هذه السنة تحت شعار "أي اقتصاد عربي ينتظرنا ¿"، والذي افتتحه رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام، طرح الأفكار وعرض الخبرات التي تساهم في دعم وتصحيح مسار الاقتصادات العربية. ودعا تمام سلام اتحاد المصارف العربية للوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته في تحمل أعباء النزوح السوري الهائل، الذي أضيف الى الهموم اللبناني منذ اندلاع الأزمة بهذا البلد ، موضحا أن هذا العبء "ولد أعباء مختلفة الأشكال يتحملها الاقتصاد اللبناني وتتكبدها الخزينة اللبنانية". وأضاف أن بلاده حذرت مرارا من خطورة هذا العبء على بلد صغير كلبنان، الذي تمكن من خلق وعي لدى الأسرة الدولية الى ضرورة الالتفات إلى المجتمعات اللبنانية المضيفة للنازحين، وتخصيص مساعدات لها، مبرزا أن لبنان، "بإمكاناته الضئيلة وظروفه الصعبة، يدفع من لحمه الحي ثمن استضافة إخوانه السورين". أما رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزف طربية فاعتبر أن المصارف العربية أثبتت قدرتها على التكيف مع اختبارات الضغط المتنوعة ولم تهتز الثقة في قدرتها على مواجهة التطورات السياسية والمالية والاقتصادية العربية والدولية". وأضاف أن التحولات الجارية في بلدان العالم العربي التي شهدت تحولات سياسية أدت إلى "تفاقم حجم التحديات الاقتصادية والتنموية التي كانت سائدة قبل الأحداث، ما أدى إلى زيادة العجز في الموازنات الحكومية وزيادة الدين العام، وكذلك معدلات البطالة وخاصة بين الشباب وتراجع كبير في النمو الاقتصادي، إضافة إلى الارتفاع الكبير في معدلات الفقر والبطالة والتراجع في مستوى المعيشة والتعليم، هذا عدا عن دفع رؤوس الأموال العربية إلى مزيد من الهجرة وترسيخ البيئة الطاردة للاستثمار في الوطن العربي". وفي هذا الصدد، أشار إلى أن البطالة، التي قدر عددها بالعالم العربي ب20 مليون عاطل، تكلف الاقتصادات العربية 50 مليار سنويا. ويتناول المشاركون في المؤتمر محاور "مستقبل العلاقات الاقتصادية العربية" و"الاقتصاد العربي، مرحلة اتخاذ القرارات الحاسمة"، و"الاحتياجات المتغيرة في الاقتصاد العربي" و"التغيرات السياسية وانعكاساتها على الاقتصاد (تجارب دول)" و"الدور المستقبلي للاقتصاد الإسلامي" و"تفعيل المبادرات الدولية والعربية لتعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة". ويسعى الاتحاد من خلال مؤتمره السنوي، الذي يقام على هامشه معرض تشارك فيه بنوك لبنانية وعربية، وضع استراتيجية موحدة لمواجهة التحديات الاقتصادية، وتحديد دور القطاع المصرفي العربي في البناء للمستقبل ووضع آليات لمعالجة مشكلة البطالة العربية و حشد الدعم الدولي لصياغة مشروع عربي -دولي مشترك لمواجهة التحديات المقبلة. وتشارك في المؤتمر أيضا وفود تمثل هيئة البورصات الأوروبية والبنك الدولي والمفوضية الأوروبية والمجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي وصندوق النقد الدولي ومؤسسة أسواق المال الأوروبية، وعدد من المؤسسات الدولية والعربية. وتم خلال حفل الافتتاح منح جائزة "الرؤية المستقبلية" لمحافظ البنك المركزي المصري هشام رامز.