أثارت نتائج اللجنة الوطنية للدعم المسرحي، التي أسفرت عن استفادة 16 عملا مسرحيا من دعم الإنتاج لموسم 2011، استغراب عدد من المسرحيين المغاربة المحترفين. اعتبروا أن الدعم لم يشمل فرقا مسرحية محترفة، وضمت جمعيات للبيئة، وعملا مسرحيا لمخرج بلجيكي، قدم في إطار درس مسرحي بالمعهد العالي للفن المسرحي. وقال المخرج المسرحي، مسعود بوحسين، في تصريح ل "المغربية"، إن "نتائج لجنة الدعم المسرحي لهذا الموسم جاءت مخيبة للآمال، وهي خطوة خطيرة من الوزير، الذي يرغب في ربح معركة، لن يكون الخاسر الأكبر فيها سوى المسرح المغربي". وأضاف بوحسين أن "الوزير، عوض أن يفتح الحوار مع المسرحيين المغاربة، الذين قاطعوا الدعم الجديد للمسرح، وقاطعوا المهرجان الوطني الأخير للمسرح الاحترافي بمدينة مكناس، فضل "الطلوع إلى الجبل"، والعمل كما لو أن شيئا لم يقع، ومنح الدعم لجمعيات لا يتوفر أعضاؤها من الممثلين على بطاقات مهنية، ولعمل أنتج في المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي للمخرج البلجيكي جان ميشال فان إيدين"، مشيرا إلى أن ذلك يعد "خرقا سافرا للقوانين، وسعيا لتحويل المسرح من الاحتراف إلى الهواية". وأكد بوحسين أن "الهيئات المسرحية المغربية لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستتوجه إلى القضاء". من جهته، اعترف الممثل محمد الجم، عضو لجنة الدعم المسرحي لهذا الموسم، أن الملفات، التي توصلت بها، لم تتعد 24 ملفا، وأن "نقطة الضوء الوحيدة فيها كانت عمل المخرج البلجيكي، الذي يشارك فيه ممثلون مسرحيون مغاربة، وترجم نصه مؤلف مغربي". واعتبر الجم أن "اختيار هذا العمل ليس فيه أي خرق للقانون، لأنه لم يسبق أن تقدم للدعم، ولا حتى عرض للعموم"، موضحا أنه مثلما يقع اختيار عمل أجنبي مقتبس، يمكن اختيار مخرج أجنبي. وأضاف أن "الملفات، التي توصلت بها لجنة الدعم المسرحي تميزت بنوع من الاحترافية، واللجنة تفاعلت معها، ورغبت في ألا يحصل الإجهاز على هذا التقليد السنوي، الذي ناضلت من أجله العديد من الفعاليات المسرحية المغربية"، معتبرا أن مقاطعة الدعم المسرحي جاءت في وقت غير مناسب. من جهة أخرى، أعلن بعض المسرحيين المغاربة عن استغرابهم لضم بعض أعمالهم رغم أنهم سحبوها من اللجنة، ومنهم المخرج خالد جنبي، من فرقة "تيفاوين للمسرح الأمازيغي"، كما أعلن بعض المسرحيين رفضهم المشاركة في لجنة الدعم، ومن بينهم ليلى التريكي، وعبد المجيد فنيش. وتكونت لجنة الدعم المسرحي من محمد الجم، ومحمد حسن الجندي، وعبد الرحمان بن زيدان، وعبد الحق الزروالي، وآخرين. وحسب بلاغ وزارة الثقافة، استفاد من الدعم الأعمال الآتية: "الرينك" لجمعية التأسيس للإبداعات الفنية والدرامية، للمخرج رشيد دواني، و"كرومة أو الخرافة المنسية"، لداها واسا، للمخرج جان ميشال فان إيدين، و"عرس الديب"، لجمعية بصمات الفن، و"هندة في الرياض"، لفرقة الوفاء المسرحية المراكشية، و"شهرزاد المراكشية"، لمسرح دراما، و"تانوغيت" لتيفاوين للمسرح الأمازيغي، و"العيطة جات"، لفضاء الضوء الأخضر، و"معركة واد المخازن"، لجمعية فرقة ماما سعيدة لمسرح الطفل. كما استفادت الدعم مسرحيات "مهرجان المهابيل"، لجمعية المبادرات، و"الترونسفير"، لجمعية محترف إنجاز للفنون والتنمية، و"الساكتة"، للأجيال المسرحية، و"شجرة الحب"، لوكالة الكواليس للإنتاج الفني الرقص والغناء- الفن المسرحي، و"شوف مزيان"، لفرقة الحياة للتنمية والبيئة، و"بابا عايشور"، لفرقة أبو الهيثم للثقافة والفن، و"رحلة حنظلة"، للمسرح الجامعي، و"أكبر من لاخلاك"، للنور للمسرح والفن.