تعتقد الإدارة الأميركية التي تخطط للبدء بغارات جوية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) الإرهابي، في سوريا، أن هذه الهجمات ستكون لصالح المعارضة السورية، وليس نظام الأسد، فيما يتبنى بعض الخبراء آراء مغايرة. وقال مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما: "لن نعمل مع نظام الأسد، لملاحقة داعش، لأنه ليس لديه أي شرعية لدى المجتمع السُني"، واستبعد المسؤول في البيت الأبيض، تمكن النظام السوري من ملئ الفراغ، في المناطق التي سيتركها داعش، بفعل الغارات المرتقبة، مضيفا: "المناطق الخاضعة لداعش، لا تسمح لنظام الأسد بأن يديرها، نظرا لأنها ذات أغلبية سنية" على حد تعبيره. وأردف المسؤول: "في الحقيقة، لدينا قناعة بأنه من المحتمل بقوة، أن المعارضين الشرعيين الذين نعمل معهم، سيستفيدون، في حال تراجع قوة داعش في هذه المناطق". من جهته أكد خبير السياسة الخارجية والأمن، مارك بيري، للأناضول، أنه رغم إعلان الولاياتالمتحدة، أنها ستقوم بتدريب عسكري للمعارضة "المعتدلة"، فإن الأمر تعترضه صعوبات، متابعا: "لا نمتلك معلومات مفصلة عن هوية المعارضين المعتدلين، وعددهم، ومدى تقبلهم من قبل الشعب السوري". أما مدير مركز التحاليل السياسية - العسكرية بمعهد "هودسون" للدراسات، ريتشارد ويتز، فقال: "لا نعلم فيما إذا كانت المجموعة المعتدلة في سوريا موثوقة"، معربا عن اعتقاده بقدرة نظام الأسد، على ملىء الفراغ في المناطق التي من المحتمل أن يخليها داعش، جراء الغارات، وأن نظام الأسد أكثر من بإمكانه الاستفادة منها. وفق رأيه. في سياق متصل، أوضح المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية، "دانيال بنجامين"، أن تحديد المعارضة المعتدلة التي ستدربها وتزودها بالسلاح، يعد من بين أكبر التحديات أمام الإدارة الأميركية، مشيرا إلى قلة عدد المعارضين الذين يمكن أن ينطبق عليهم المعيار الأميركي في الاعتدال. ولفت بنجامين، إلى أن "داعش" إعتاد على التعامل مع الغارات الجوية، وأن قدرات الولاياتالمتحدة الاستخباراتية في سوريا محدودة، متوقعا بدء الغارات الأميركية ضد التنظيم في العراق أولا، وتقييم الخيارات بخصوص سوريا بالتزامن مع ذلك، ثم بدء الغارات فيها، في ضوء المعلومات الاستخباراتية. وأعلن أوباما، مساء أمس، استراتيجية من (4) بنود لمواجهة "داعش"، أولها تنفيذ غارات جوية ضد عناصر التنظيم أينما كانوا، وثانيها زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل داعش، والمتمثلة في القوات الكردية، والعراقية، والمعارضة السورية المعتدلة، وثالثها منع مصادر تمويل التنظيم، ورابعها مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين. وتنامت قوة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وسيطر على مساحات واسعة في سوريا، والعراق في يونيو/حزيران الماضي، قبل أن يعلن في نفس الشهر تأسيس ما أسماه "دولة الخلافة"، في المناطق التي يتواجد فيها في البلدين الجارين، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعته.