يمانا منها بمحورية تأهيل العنصر البشري في الدفع بمسلسل التنمية الذي تعرفه المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وتكريسا لدورها الأصيل في جعل التكوين المؤهل آلية لضمان استقلالية النساء في وضعية صعبة، وتعزيز الاندماج المهني للشباب، تواصل مؤسسة محمد الخامس للتضامن تعزيز منجزاتها بمختلف جهات المملكة، من خلال إحداث العديد من مراكز التأهيل والتكوين المهني التي توفر تكوينات ملائمة في شعب مختلفة بما يمكن من تحقيق الهدف الذي أحدثت من أجله هذه المؤسسة الرائدة في مجال العمل التضامني. ويشكل مركز تأهيل قدرات النساء ومركز التكوين المهني اللذين أشرف جلالة الملك على تدشينهما اليوم السبت بالقنيطرة، حلقة جديدة في سلسلة هذه البنيات التي باتت بمثابة علامة مميزة لاتساع رقعة تأثير مؤسسة محمد الخامس للتضامن إن على مستوى الشريحة المستهدفة وعدد المستفيدين، أو على مستوى التغطية الجغرافية بجميع جهات وأقاليم المملكة. ويعكس إشراف جلالة الملك على تدشين هذين المركزين، العناية الموصولة التي ما فتئ جلالة الملك يحيط بها فئتي النساء والشباب وحرص جلالته الدائم على مواصلة تنفيذ مختلف المشاريع الرامية إلى تقوية قدراتهما وانتشالهما من جميع مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعيين. كما يعكس إنجاز هذه المراكز ،الذي يندرج في إطار التوجيهات الملكية السامية المتعلقة بالأولوية الواجب إيلائها للنساء والشباب باعتبارهم فاعلين أساسيين في تحفيز الدينامية السوسيو- اقتصادية للتنمية المحلية، الزخم الكبير الذي ما فتئت تعرفه مجهودات مؤسسة محمد الخامس للتضامن الرامية إلى تعزيز قدرات هؤلاء المستفيدين، لاسيما عبر تمكينهم من الولوج إلى تكوينات مؤهلة. ويأتي هذان المركزان الجديدان ليكرسا من جديد المقاربة التي تعتمدها مؤسسة محمد الخامس للتضامن بخصوص فئتي الشباب والنساء، والتي تقوم أساسا على تلبية حاجيات هاتين الفئتين في مختلف المجالات، وخاصة منها التكوين والتأطير والمواكبة الاجتماعية، بما من شأنه تحسين أوضاعهما وتمكينهما من الاعتماد على الذات والاستقلال المالي. وبخصوص فئة النساء، فقد أعدت مؤسسة محمد الخامس للتضامن برنامجا خاصا لتكوين وتأهيل هذه الفئة مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات الخاصة بالساكنة المستهدفة والتمايز بين المناطق القروية والحضرية، وذلك وفق تصور يراعي الإكراهات المرتبطة بأماكن تواجدهن وبالبعد الثقافي، وبالإمكانات الاقتصادية للمناطق المعنية، وكذا بجودة الموارد البشرية التي تشرف على تسيير هذا البرنامج. وقصد تسهيل ولوج النساء إلى هذه المراكز الخاصة بتأهيل قدراتهن، تحرص المؤسسة على توفير دور للحضانة وفضاءات للعب لفائدة أطفالهن في هذه المراكز، من أجل تمكين المستفيدات من تكوينات مهنية وأنشطة مختلفة إلى جانب تمكينهن من حصص محاربة الأمية والاستفادة من التأطير القانوني والمواكبة النفسية، وذلك في أفق تمكينهن من ممارسة أنشطة مدرة للدخل تساهم في استقلالهن المادي. أما بالنسبة لفئة الشباب، فقد عملت المؤسسة على النهوض بالإدماج السوسيو-مهني لهذه الفئة من خلال إنشاء فضاءات مخصصة لتطوير كفاءاتها وتأطيرها الاجتماعي-التربوي من خلال ممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية. وحسب المؤسسة، فقد خلقت هذه البرامج ، التي حظيت بتقدير كبير من قبل الشباب، دينامية واسعة لدى الجمعيات التي أظهرت براعة خاصة في تطوير مختلف الأنشطة والورشات التكوينية في مجال الفنون والحرف المطلوبة في سوق العمل. وقد أنشأت مؤسسة محمد الخامس للتضامن العديد من المعاهد المتخصصة التي توفر تكوينا تأهيليا مع الحصول على دبلومات في العديد من المهن، كما عملت على تكليف مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل والإدارات التي تتوفر على برامج تكوينية متخصصة ومعترف بها، بتسيير عشرين مركزا منجزا في هذا الإطار. وهكذا، تعمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن على تمكين المستفيدين من هذه المراكز من مختلف أصناف التأهيل والوسائل اللازمة لإنجاح مشروع اندماجهم الاجتماعي والمهني، وهو ما يبرر مضاعفتها لعدد مراكز التكوين المهني المختصة، وكذا مراكز تأطير الشباب والنساء على وجه الخصوص. يشار إلى أن تدشين جلالة الملك للمركزين الجديدين بالقنيطرة يأتي بعد أقل من أسبوع واحد من إشراف جلالته بمدينة سلا، على وضع الحجر الأساس لبناء مركز لتكوين وإدماج الشباب سينجز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن بهدف تعزيز بنياتها التحتية الاجتماعية وتحسين ولوج الشباب لفرص الشغل عبر الاستفادة من تكوينات متنوعة، وهو الأمر الذي يعكس المكانة المتميزة التي يحتلها التكوين المؤهل في مقاربة وبرامج عمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن.