بعد انتظار طويل و ترقب مستمرين, تفاجئ عشاق الوداد البيضاوي بتعاقد هذا الأخير مع المدرب السابق لفريق الريال الشيخ الويلزي جون توشاك البالغ من العمر 65 سنة, إذ لم يكن الجميع يراهن على هذا الاسم الذي يجهل كل شيء على الكرة المغربية , و ما زاد من حدة هذه المفاجئة هو مبلغ 45 مليون سنتيم الذي سيتقاضاه جون شهريا بغض النظر عن باقي الامتيازات الأخرى , من سكن و سيارة و هاتف و ما إلى ذلك ... و كأن مشاكل الوداد تم إجمالها في جلب مدرب باسم رنان سيتقاضى مبلغ خيالي عطفا على امكانات الوداد المالية ,بغض الطرف عن الجهة التي ستتكفل بتسديد هذا الراتب ( سامير ), لأجل ذلك قلت في البداية : اش خاصك يا الوداد ؟ تساؤل ربما يختزل في طياته حسرة عميقة باتت تعشش في نفوس كل عشاق القلعة الحمراء, و كأني بي أعيد سيناريو المدرب الاسباني السابق فلورو بينيتو, الذي عجز عن تقديم الإضافة للوداد رغم الرقم المالي المحترم جدا الذي وضع رهن إشارته , أو بعبارة أخرى , أنكم تغدقون أموال الفريق هباء من دون أي طائل , و تبددون وقتا مهما ينبغي استغلاله في الإعداد الضروري للموسم المقبل . جماهير الوداد البيضاوي لازالت تنظر بشغف كبير موعد عقد الجمع العام , و بالتالي تحديد هوية الرئيس الجديد, على الرغم من أن الأمور أصبحت واضحة المعالم , و لا يكتنفها أي غموض, لكن مع ذلك نتوسم الخير في أهل الخير من أجل انقاد شرف الوداد, و التفكير في الرهانات الكبرى التي تنتظر مستقبل الوداد , أولها تحديد مكتب مسير متجانس بمقدوره تدبير أموره بشكل احترافي, بعيدا عن الصراعات الشخصية المقيتة, ثانيا, التفكير في الربان النسب للظرفية , و الذي قد يقدم الإضافة للفريق, و هنا أقصد المدرب الذي سيتحمل مسؤوليته في التعاقدات المقبلة , من أجل تعويض المراكز الشاغرة بلاعبين آخرين قادرين على مسايرة إيقاع فريق كبير من قبيل الوداد البيضاوي, مدرب يجيد سبر لغة و عقلية اللاعب المغربي و أجواء البطولة و ايضا حجم طموحات الجماهير, و ليس مدربا في حاجة لوقت طويل حتى يتعرف كل هذه المعطيات سالفة الذكر . لا شك أن الامتحان سيكون صعبا للغاية , لكن و بالمقابل, هل سيشفع تاريخ الوداد البيضاوي الكبير و الحافل بالألقاب و الإنجازات بأن يجمع الكل على طاولة الحوار لما فيه مصلحة الفريق, و نبد كل الصراعات الشخصية جانبا , و التفكير في السبل الكفيلة بتحقيق ما يوحد بين كل مكونات الفريق , نعم التفكير في الألقاب , البطولة , الكأس , الجماهير , الفرحة , المجد ... كلها أهداف تخالج صدر كل عشاق " الحمرا " , فليس بالمال وحده سيصنع الفريق مجده, و لا بالصراعات الشخصانية , و لا بالقوة , و لا حتى بسم توشاك الرنان .