قال السيد صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية و التعاون في كلمته التي ألقاها خلال الدورة 41 لمجلس وزراء خارجية، الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة بجدة. إن التصدي لموجة العنف والإرهاب بالمنطقة الإسلامية، يفرض تنسيقا وتكاملا في الرؤى ،وآليات لحماية الدول الإسلامية من تسربات قوى التطرف ،والعنف والجريمة المنظمة، كما يجب التعامل بحكمة وتبصر مع القضايا الخلافية، التي تزيد من تأزم الوضع أكثر. وأضاف السيد وزير الخارجية، أن منظمة التعاون الإسلامي بالرغم من أنها استطاعت أن تضع رؤية إستراتجية للتعاون الإسلامي المشترك، في كافة المجالات الاقتصادية، والثقافية والاجتماعية، و نجحت في تيسير التواصل ما بين الشعوب الإسلامية، إلا أن هناك مطالبة بالاجتهاد أكثر من أجل مزيد من التضامن، والتأقلم مع متطلبات المحيط الدولي مع توخي مقاربة عملية برغماتية، في التعاطي مع مختلف القضايا والمشاكل وفي نفس السياق اعتبر السيد مزوار، أن الدور الطلائعي الذي تلعبه منظمة التعاون الإسلامي في الدفاع عن قيم التسامح، والسلام والتعايش بين الشعوب، كما جسدته الخطة العشرية ل2005-2016 يعد عملا رائدا، ورسالة نبيلة للمنظمة رغم صعوبة الظرفية الدولية، و الإقليمية إلا أن ذلك لم يحل دون تطور العنف، وعدم الاستقرار داخل المنطقة الإسلامية، وهو ما يفرض بذل جهود أكبر لرأب الصدع، ومد جسور التفاهم والوئام بين الشعوب الإسلامية . وشدد على ضرورة اتخاذ مواقف حازمة، وعملية لنصرة القضايا الإسلامية العادلة، لمواجهة كل الخطط الهدامة التي تتربص بالأمة الإسلامية، و التي من أبرزها خطر التهويد والاستفزازات الإسرائيلية المسترسلة، عبر التمادي في سياسية الاستيطان، التي تفرض مواجهتها بمبادرات عملية، تروم الضغط على المنتظم الدولي من أجل إرغام إسرائيل على احترام مسلسل السلام وقرارات الشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، مع ضرورة تفعيل توصيات اجتماع لجنة القدس في دورتها الأخيرة التي احتضنها المغرب، والتي ترأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، للإسهام في وضع حد لمسلسل الانتهاكات الاسرائلية بالقدس. وبخصوص الوضع في كل من سوريا، و ليبيا، و العراق أكد السيد وزير الخارجية على ضرورة الاشتغال بكيفية أكثر نجاعة، بالتركيز على ما هو محط إجماع من قبل سائر القوى، وعلى الواجهة الإنسانية قصد التخفيف ما أمكن من معاناة الشعب السوري، ودعمه من أجل توفير الحد الأدنى من شروط الحياة الطبيعية، و على دعم جهود المصالحة الوطنية و إقناع الأطراف المتصارعة في ليبيا، بجدوى البحث عن أسس التوافق والوئام من أجل إنجاح مسلسل بناء ليبيا الجديدة، وعلى دعم العراق وحمايته من جحيم الإرهاب والنعرات الطائفية، ودعوة جميع مكوناته إلى ضبط النفس والاحتكام إلى صوت العقل حتى تتم حماية مؤسساته وشعبه، لكي تبقى المنطقة ككل بمنأى عن نار الفتنة التي أخذت تزحف على دول أخرى مجاورة.