تم، أمس الجمعة بدكار، توقيع اتفاقية تعاون بين المغرب والسنغال، تندرج في إطار توحيد الجهود بين البلدين لعزيز التعاون بينهما من أجل إنعاش الصادرات. وتندرج هذه الاتفاقية التي تم توقيعها بين كل من "المغرب تصدير" ومكتب المعارض والأسواق بالدار البيضاء والوكالة السنغالية لإنعاش الصادرات والمركز الدولي السنغالي للتجارة الخارجية، على هامش ندوة "حول العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب والسنغال"، في إطار رغبة البلدين لتقوية علاقات التعاون بينهما في المجالين لاقتصادي والتجاري. وتأتي هذه الاتفاقية تفعيلا للتوصيات المنبثقة عن اللقاء الذي جمع صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس السنغالي ماكي سال، خلال الزيارة التي قام بها جلالته لدولة السنغال ما بين 15 و19 مارس 2013 في شقها المتعلق بتعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وجعلها نموذجا للتعاون جنوب جنوب. كما تهدف هذه الاتفاقية إلى تقوية علاقات التعاون المؤسساتي وتطوير الأنشطة الممكن ترويجها وكذا تعزيز العلاقات التجارية بين المقاولات المغربية ونظيرتها السنغالية وتيسير التطوير المتبادل لأعمالهم. وتتعهد الأطراف الموقعة بموجب هذه الاتفاقية وفقا لمجالات اختصاصاتها، بتمكين المغرب والسنغال من الاستفادة من توحيد الجهود وجعلها في خدمة النسيج الوطني المنتج لكلا البلدين وتطوير المبادلات التجارية بينهما. كما اتفقت الأطراف على بذل مزيد من الجهود لتعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتقديم الدعم والمساعدة لانجاز البرامج المتفق عليها بشكل مشترك. ومن أجل تحقيق ذلك، اتفقت الأطراف الموقعة على هذه الشراكة على تطوير التعاون في عدد من المجالات، من بينها تبادل المعلومات والتكوين وتبادل الخبرات، وتدويل المعارض التجارية وتنظيم المعارض القطاعية، والمساعدة والمواكبة والتخطيط والممارسات الجيدة، والتغطية الإعلامية الدولية. وسيتم إنجاز وتنفيذ الأنشطة المتضمنة في اتفاقية الشراكة على أساس برنامج ممتد على مدى ثلاث سنوات (2014-2016)، وذلك حسب ما ورد في نص الاتفاقية. تحقيقا لهذه الغاية، اتفقت الأطراف على عقد اجتماعات دورية كل ستة أشهر لتقييم وتحديد خطط عمل مشتركة لتنفيذ أنشطة التعاون المحددة بموجب هذه الاتفاقية ودراسة التدابير المناسبة لتطويرها. وكان الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية، السيد محمد عبو، قد أكد، خلال الندوة حول "العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب والسنغال"، التي انعقدت أمس الجمعة في إطار مهمة تجارية بالعاصمة السنغالية بحضور مائة من رجال الأعمال المغاربة، أن أوساط الأعمال المغربية والسنغالية أضحت مدعوة لربط علاقات واسعة ومتواصلة لتحقيق نتائج ملموسة خدمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة الإفريقية. وأشار السيد عبو إلى الأهمية التي تكتسيها العلاقات بين البلدين والتزامهما ببناء شراكة نموذجية من شأنها أن تشكل نموذجا للتكامل في المنطقة، مبرزا أهمية السينغال كشريك متميز للمغرب في إفريقيا جنوب الصحراء بصفة عامة وفي الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا على وجه الخصوص، موضحا أن السنغال يعد الشريك الأول للمغرب في إفريقيا جنوب الصحراء، بحجم إجمالي للمبادلات التجارية في تطور مستمر خلال السنوات الأخيرة، يفوق 260 مليون دولار أمريكي خلال سنة 2013. وقد حضر حفل توقيع الاتفاقية الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية السيد محمد عبو، ووزير التجارة والشراكة والقطاع غير المهيكل السنغالي السيد أليون سار وسفير المغرب لدى السينغال، السيد طالب برادة.