انطلق، اليوم الأحد بالصخيرات، أول تكوين في البحث السريري تنظمه الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام ما بين 18 و20 ماي الجاري لفائدة 32 طبيبا من المغرب العربي وإفريقيا، تحت رعاية مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، وذلك بمناسبة تخليد اليوم العالمي للبحث السريري (20 ماي). ويتضمن برنامج التكوين، المنظم بتعاون مع الجمعية المغربية للتكوين والبحث في الأنكولوجيا الطبية وبدعم مؤسساتي من مختبرات "روش المغرب"، دورات يؤطرها خبراء عالميون، مما سيخول للأطباء المستفيدين فهما أفضل لمختلف أوجه البحث السريري في هذا الميدان وتطوير خبرتهم في التكفل بالمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة ومزمنة. وأعربت رئيسة قسم الأنكولوجيا بمعهد جول بوردي ببروكسيل والرئيسة السابقة للجمعية الأوروبية لعلاج الأورام الدكتورة مارتين بيكار، التي تشرف على التكوين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، عن اعتزاز الجمعية الأوروبية بتنظيم هذا التكوين في البحث السريري لفائدة أطباء شباب في الأنكولوجيا بالمغرب، موضحة أن فكرة التكوين جاءت قبل سنة ونصف عندما تمت دعوتها من قبل مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان للاطلاع بالرباط على إنجازاتها خلال السنوات الخمس الأخيرة. وأضافت أن المؤسسة أعربت حينها عن رغبتها في الاستثمار بشكل أكبر في مجال البحث في علم الأورام الذي يكتسي أهمية كبيرة جدا في تحسين فرص العلاج لدى العديد من مرضى السرطان الذين لا يتوفر لهم علاج شاف، معتبرة هذا التكوين خطوة أولى نحو تحقيق هذا التطلع لتطوير البحث السريري في الأنكولوجيا بالمغرب. كما أوضحت الدكتورة بيكار أن البحث السريري يتوخى تحسين التكفل بمرضى السرطان من عدة جوانب، سواء في المقاربة الجراحية أو تقنيات العلاج بالأشعة وأيضا إيجاد أدوية جديدة أكثر فعالية. وأشارت إلى أن هناك اليوم بحث مكثف للتوصل إلى أدوية مستهدفة ومشخصة حسب المريض، عبر تحديد الخلل الجزيئي القائم لدى كل مريض على حدة من أجل استهدافه وبالتالي ضمان نتائج أفضل للعلاج، معربة عن أملها في إشراك مرضى سرطان مغاربة في هذا البحث. من جانبه، قال رئيس الجمعية المغربية للتكوين والبحث في الأنكولوجيا الطبية البروفيسور حسن الريحاني أن هذا التكوين الأول من نوعه في إفريقيا والمنطقة العربية لفائدة أطباء في ميدان الأنكولوجيا وتخصص السرطان من المغرب والجزائر وتونس والغابون والبنين يشكل حدثا علميا كبيرا بالنسبة للمغرب وسيتم تنظيمه سنويا تحت رعاية مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان وبمساهمة الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام. وأضاف أن التكوين يأتي أيضا في سياق الأهمية التي توليها المؤسسة للتكوين في البحث العلمي في مجال السرطان، على اعتبار أن لهذا التخصص علاقة وطيدة بالبحث العلمي لأنه لا يوجد علاج فعال تماما للسرطان رغم التقدم الكبير الحاصل في هذا الشأن خلال السنوات الأخيرة، مما يتطلب تكوينا وبحثا مستمرا في الميدان. وتعد الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام، التي سجلت اسم المغرب على لائحة ورشات التكوين السنوية التي يتم تنشيطها عبر القارة الأوروبية، خاصة سويسرا، مرجعا دوليا في مجال نشاطها وتسعى للترويج للتعليم في ميدان الأنكولوجيا لضمان تأهيل من مستوى عال للأنكولوجيا الطبية داخل فريق متعدد الاختصاصات. من جانبها، تسعى مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، إلى إحداث جهاز وطني لمحاربة السرطان يستفيد من أحسن الممارسات في المجال، عبر تفعيل استراتيجية تتماشى وخصوصيات المغرب، وفق سيرورة مبتكرة وتشاركية في مجال البحث العلمي من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات داخل المغرب وخارجه. أما الجمعية المغربية للتكوين والبحث في الأنكولوجيا الطبية، التي تأسست سنة 2008 وتضم الأطباء المقيمين والاختصاصيين وبروفيسورات في الأنكولوجيا الطبية، فتعمل على تكوين الأطباء المقيمين في الأنكولوجيا الطبية وتنمية البحث الطبي في هذا المجال، إلى جانب الترويج للأنكولوجيا الطبية.