بدون برنامج إنتخابي المصريون سينتخبون السيسي

بات من المؤكد أن عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي في الإنتخابات الرئاسية المصرية، مرشح بدون برنامج إنتخابي، رغم بدء عملية الإقتراع في الخارج للمصريين المغتربين. وبينما يرى معارضوه أن غياب البرنامج الإنتخابي يمثل نقيصة، فإن مؤيديه يعتقدون أنه لا يحتاج إلى برنامج ووعود براقة، وأنه قادر على تنفيذ رؤيته التي أوضحها في حواراته الإعلامية.
رغم إعلان المرشح حمدين صباحي لبرنامجه الإنتخابي، إلا أن المشير عبد الفتاح السيسي لم يقدم أي برنامج إنتخابي للمصريين، لاسيما أن عملية الإقتراع للمصريين بالخارج بدأت في 15 آيار (مايو)، وتنتهي في 18 من الشهر نفسه، وأعلن أعضاء بحملة السيسي أنه لن يقدم برنامجاً إنتخابياً، بل سيسعى إلى تنفيذ رؤيته لحل الأزمات الحالية، والنهوض بمصر.
السيسي سيفوز بالإنتخابات الرئاسية بدون برنامج إنتخابي، قالها الصحافي المخضرم محمد حسنين هيكل، في 3 أبريل/ نيسان الماضي، وأضاف هيكل المعروف تاريخياً بقربه من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقربه حالياً من السيسي أيضاً: "لا ينبغي أن يكون للسيسي حملة أو برنامج، لأنه يجب أن يقدم نفسه بصفته الرجل الذي يستطيع المواجهة والخروج من الأزمة"، مشيرا إلى أن "لا يوجد مرشح أو رئيس قادم سيكون قادرا على بناء الجسور او الطرق، ولكنه سيحاول ان يوقف نزيف الاقتصاد، وتنفيذ الأمور العاجلة".
الكلام نفسه أكده مقربون من السيسي، وقال أحمد عادل عضو المكتب السياسي لحملة المرشح الرئاسي: "البلد لا تحتاج الكلام وإنما تحتاج الأفعال"، وأضاف: "لا يوجد شيء اسمه برنامج، وإنما ملامح برنامج".
المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقا، والتي تدعم السيسي، ترى أنه لا يحتاج لبرنامج إنتخابي، وقالت خلال حضورها مؤتمراً لدعم السيسي: "الرئيس لا يضع برنامجًا ولكن القوى الاجتماعية والشعبية هي من تقوم بذلك". وأضافت أن "الرئيس يضع رؤية شاملة وعامة لمصر"، ولم تكتف الجبالي بذلك، بل أعلنت سخريتها ممن يطالبون السيسي ببرنامج إنتخابي، وقالت: "أنا أسخر ممن يطالبون بعمل برنامج للرئيس".
وإتصلت "إيلاف" بعدد من قيادات حملة السيسي، منهم: الدكتور عمرو الشوبكي، عضو الهيئة الاستشارية، والدكتور أحمد كامل، المنسق الإعلامي للحملة، والدكتور عبد الله المغازي، المتحدث باسم الحملة، والسفير محمود كارم، المنسق العام للحملة، لتوضيح الحقائق حول هذا الأمر، إلا أنهم جميعاً لم يردوا على هواتفهم المحمولة.
الدستور لا يلزم المرشح للإنتخابات الرئاسية بتقديم برنامج إنتخابي، وقال الدكتور ثروت بدوي، أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة، ل"إيلاف" إن غياب البرنامج الإنتخابي لا يؤثر على العملية الانتخابية ولا يبطل عملية الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن الدساتير في غالبية دول العالم لا تلزم المرشح الرئاسي بتقديم برنامج إنتخابي. ولفت إلى أن البرامج الانتخابية مهمة في الإنتخابات النيابية.
وأفاد بأن المصريين يختارون رئيسهم القادم، ليس على أساس البرنامج الإنتخابي، ولكن بمعايير مختلفة، تتعلق بالقدرة على إدارة الدولة وإنقاذها من الإنهيار، منوهاً بأن عملية الإختيار تقوم على أساس المفاضلة بين المرشحين للمنصب الرئاسى وليست البرامج الانتخابية الخاصة بهم، معتبراً أن التأييد الجارف للسيسي رغم عدم تقديمه برنامج إنتخابي يؤكد أن عملية الإختيار ليس لها علاقة بالبرامج، لكن بالشخصيات المرشحة نفسها.
وحسب وجهة نظر معارضي السيسي، فإن عدم تقديمه برنامج انتخابي، أمر غير مقبول، وقال أمين اسكندر، القيادي في حملة صباحي، ل"إيلاف" إن غياب البرنامج الانتخابي لأي مرشح رئاسي أمر غير مقبول سياسيا، معتبراً أن رفض السيسي لوضع برنامج انتخابي يكشف مدى تخوفه من محاسبة الشعب له فى حالة عدم قدرته على تنفيذ هذا البرنامج في حالة فوزه. ولفت إلى أن صباحي يمتلك برنامجاً واضحاً، تم وضعه وفقاً للمعايير الانتخابية المتعارف عليها فى كل الدول المتقدمة، ويسعى إلى تحقيقه.
وحول ملامح البرنامج الإنتخابي للمرشح حمدين صباحي، قال السفير معصوم مرزوق، المتحدث باسم حملة صباحي، ل"إيلاف" إن تحقيق العدالة الإجتماعية أهم ملامح البرنامج الإنتخابي لصباحي. وأضاف أن "برنامج صباحي يضمن مجموعة من الحقوق التي يراها أساسية للشعب المصري، وهي: الحق في الغذاء، الحق في المسكن الصالح، الحق في التعليم، الحق في الصحة، الحق في العمل المناسب، الحق في الأجر العادل، الحق في التأمين الصحي الشامل، الحق في الضمان الإجتماعي، الحق في العيش في بيئة نظيفة".
وأشار إلى أنه "تمت إضافة مجموعة من الإستيراتيجيات والمشاريع للقضاء على الفقر، تشبه إلى حد كبير تلك التي استخدمها الرئيس البرازيلي السابق لولا دي سلفيا، والتي تمكن من خلالها خلال فترتي رئاسته من القضاء على الفقر في بلاده، علما بأن نسبته وقتها كانت مشابهة لما هو في مصر حالياً". وتابع مرزوق قائلاً: "نحن لدينا مجموعة من المهام قسمناها على ثلاثة مراحل، الأولى المهام العاجلة، والتي لا تحتمل الإنتظار، وسوف نبدأ فيها فور أن يتولى صباحي رئاسة الجمهورية. والثانية متوسطة المدى، والثالثة استيراتجية وبعيدة المدى. والأخيرة تمثل أساساً جوهرياً لإعادة هيكلة الأقتصاد المصري. وهذا البرنامج خاض به صباحي الإنتخابات 2012، بعد أن عكف عليه مجموعة من الخبراء لتطويره منذ أشهر وأحدثوا اضافات جديدة عليه".
وذكر أن المرشح الرئاسي يجب أن يمتلك برنامجاً انتخابياً يوضح فيه رؤيته لحل المشكلات الاقتصادية والامنية، مشيراً إلى أن البرنامج الإنتخابي بمثابة العقد الذي يربط بين المرشح والناخب، وأعتبر أن انتخاب رئيس بدون اعلان برنامجه من شأنه أن يصنع فرعوناً جديداً.