أكد وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيد عبد القادر اعمارة أن إحداث تجمع صناعي للطاقة الشمسية سيسهم في تحقيق إقلاع صناعي تنافسي في مجال تصنيع الطاقة الشمسية. وأبرز السيد اعمارة، في كلمة تليت باسمه بمناسبة الإعلان عن إطلاق أول تجمع صناعي للطاقة الشمسية (كلوستر سولير ) بالدار البيضاء مساء أمس الاثنين، أن إحداث تجمعات صناعية في ميدان الطاقات المتجددة، وخاصة منها الريحية والشمسية، سيتيح للمملكة تطوير فروع صناعية طاقية تنافسية تخول لها التموقع ضمن الدول الرائدة في المجال على الصعيد الإقليمي. وأضاف الوزير أن المغرب، ومن خلال المخططات الرامية إلى تعزيز قدراته في مجال الطاقات الشمسية والمائية والريحية، يرمي إلى تحقيق اندماج صناعي تصاعدي، مسجلا أن هذا من شأنه أن يسفر عن التسريع من وتيرة امتلاك أدوات تكنولوجية واعدة تمكن البلاد من تثمين مواردها الطاقية المتجددة، وتنمية النسيج الصناعي بما يخول له مواكبة الدينامية التي يعرفها القطاع، والرفع من مؤهلاته التنافسية في ميدان تصدير المنتجات الطاقية. وأشار في هذا السياق إلى أن المغرب، ويقينا منه بقدراته البشرية والاقتصادية، انخرط في برنامج متطور للبحث والتنمية على مستوى الجامعات ومؤسسات البحث العلمي، وذلك بهدف منح دفعة قوية للابتكار التكنولوجي، مشددا أنه يتعين على هذه المؤسسات العمل سوية من أجل إحداث شبكات تجمع بين الكفاءات العاملة في الميدان لتشتغل على موضوعات متخصصة ترتبط بمجال تصنيع وابتكار حلول وتخصصات تكنولوجية مستجدة لمواكبة المشاريع المندمجة في مجال الطاقات الشمسية والريحية. ومن جهته، أكد وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي السيد مولاي حفيظ العلمي أن الطاقات المتجددة تقدم للمغرب عدة امتيازات سواء في ما يتعلق بالسلامة الطاقية و التقليص من الانبعاثات الغازية السامة، أو في ما يخص انعكاساتها على المجال الاقتصادي وسوق الشغل، مما يجعلها أحد العناصر المحركة للاستراتيجيات الوطنية للتنمية القطاعية. وبعد أن أشاد بالجهود المبذولة من أجل النهوض بقطاع الطاقات المتجددة خاصة البرنامج المتعلق بإنتاج أربعة آلاف ميغاواط في أفق 2020، أوضح السيد العلمي أن الحيز الخاص بالطاقة الشمسية يرمي إلى تطوير إمكانيات جديدة للإنتاج الطاقي وإنشاء صناعات تعتمد على التكنولوجيات الحديثة . وأبرز الوزير أن الفرص المتاحة في المجال تبقى فرصا هامة ومتعددة، علاوة على قدرة هذا القطاع على الالتقاء مع صناعات أخرى، مسجلا أن إحداث تجمعات صناعية من هذا النوع، وإنشاء محطات لإنتاج الطاقة الريحية ستمثل ابتداء من 2016 سوقا سنوية إضافية بالنسبة لفدرالية الصناعات المعدنية والميكانيكية والالكتروميكانيكية بحجم يعادل 4ر2 مليار درهم. وشدد بالمناسبة على أهمية كسب الرهان ورفع التحدي من أجل بناء قطاع طاقي وطني قادر على المنافسة، لا سيما في ميدان الطاقات المتجددة، مشيرا إلى أن السياسة المعتمدة للنهوض بالتجمعات الصناعية (الكلوسترات) يشكل محورا رئيسيا ضمن استراتيجية ( المغرب -ابتكار) الرامية إلى إيجاد أنظمة بيئية صناعية تقوم على المنافسة والابتكار. واعتبر أن إحداث كلوستر للطاقة الشمسية يشكل مبادرة واعدة وهامة تستوجب تكاثف الجهود لإيجاد مناخ محفز على تحقيق الإقلاع وبناء أنظمة بيئية طموحة ، مؤكدا في هذا الإطار على أهمية المساهمة الفعالة من قبل كل القوى المعنية مدعومة بشراكة قوية بين القطاعين العام والخاص بحيث يضطلع كل منهم بمسؤوليته كاملة في هذا المجال. وكانت العاصمة الاقتصادية للمملكة قد شهدت مساء أمس الاثنين الإعلان عن إطلاق أول تجمع صناعي للطاقة الشمسية بحضور مسؤولين حكوميين وشخصيات من ميدان الصناعة والطاقة وباحثين ومهنيين متخصصين من داخل المغرب وخارجه.