دعا الأستاذ عبد الهادي التازي، عضو أكاديمية المملكة، اليوم الثلاثاء بالقاهرة، إلى التحرك بسرعة لحماية اللغة العربية بطرق منطقية ومدروسة، حتى تظل هذه اللغة تعيش جنبا إلى جنب مع اللغات الحية الأخرى مواكبة للمستجدات. وأضاف الأستاذ التازي، في محاضرة له بعنوان " التطور والوضع الحالي للتعريب" ، خلال مؤتمر مجمع اللغة العربية ، المنعقد بالقاهرة من 24 مارس الجاري إلى سابع أبريل المقبل، أنه "في انتظار تعريب سليم ومواكب للعلوم يضمن لنا التمكن من المادة العلمية، لا حرج علينا في الانفتاح على العوالم الأخرى". وقال في هذا الصدد إن "الحيرة التي تهيمن علينا ونحن نعيش مرحلة التطور المذهل، الذي يجري من حوالينا تتطلب منا أن نمضي قدما في سبيل تقبل الآخر وعدم إقصائه، بمعنى أن نعمل على تلقي أجود ما نتوفر عليه عن طريق التعريب الجيد والسليم، وأن لا نتوجس خفية من الاستعانة مؤقتا بلسان الآخرين في انتظار أن نعد أنفسنا لضمان المستوى المنشود لناشئتنا". وأضاف أنه "كان يتبادر إلى أسماعنا أن هناك مؤسسات منكبة على تعريب العلوم، وألا حاجة إلى الاستعانة باللغات الكونية لتدريس العلوم في مدارسنا الوطنية، لكن في انتظار أن ينجز تعريب هذه العلوم بطريقة جيدة تضمن لنا المستوى الذي نجده عند الآخرين، لا ضير علينا أن نفتح الباب لمن يريد أن يعلم العلوم بلغات أخرى". وأشار الأستاذ عبد الهادي التازي، من جهة أخرى ، إلى أن المغرب ورغبة منه في تحقيق التعريب المنشود وبراهنيته، صدر مرسوم من جلالة المغفور له الملك محمد الخامس يقضي بإحداث معهد للدراسات والأبحاث حول التعريب بتاريخ 14 يناير 1960 ، كما قامت المملكة بالتعاون مع مصر والعراق بإنشاء بعض المدارس الخاصة وبانتداب طائفة من المعلمات والمعلمات الذين اسدوا للتعريب فضلا لا ينسى. تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الدورة الثمانين للمؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية، الذي ينعقد هذه السنة تحت عنوان "التعريب"، يعرف مشاركة أعضاء المجمع العاملين والمراسلين من مختلف جهات العالم، ومستشرقين من أوروبا وآسيا وأمريكا. ويناقش المؤتمر في جلسات يومية، علنية ومغلقة، عددا من المحاور، منها "حاجتنا إلى التعريب" و"التعريب قضية قومية" و"التعريب في التعليم الجامعي" و"التعريب والتنمية اللغوية" و "مشكلات التعريب"، إضافة إلى التراث العربي والتعريب في عصور العربية الأولى. وسيقدم الأستاذ عبد الهادي التازي بالمناسبة مؤلفه الجديد حول "الأربعين الدبلوماسية في الآثار الإسلامية ذات الصلة بالعلاقات الدولية". يذكر أن مؤتمر مجمع اللغة العربية حدث أكاديمي تم تدشينه في القاهرة سنة 1932 في عهد الملك فؤاد الأول ، وتعاقب على رئاسته سبعة رؤساء هم محمد توفيق رفعت، وأحمد لطفي السيد، وطه حسين، وإبراهيم مذكور، وشوقي ضيف، ومحمود حافظ، وحسن محمود الشافعي الرئيس الحالي.